اليوم الرابع من تجمع ناشطي البيئة التابعين لعلييف في كاراباخ
دخل تجمع نشطاء الحقوق البيئية والمدنية الأذربيجانيين بالقرب من شوشا ونقطة تفتيش قوات حفظ السلام الروسية في كاراباخ يومه الرابع، يوم الخميس 15 كانون الأول \ ديسمبر. حيث لم يعلق أي من كبار المسؤولين الحكوميين والقضائيين والعسكريين في جمهورية أذربيجان على هذه التجمعات حتى الآن ولكن وضعت جميع وسائل الإعلام والجيش ومرافق الدعم الحكومية تحت تصرف مئات المتظاهرين من المنظمات غير الحكومية.
انفجار لغم في كلبجر
اعترفت وزارة الدفاع الأذربيجانية بمقتل الضابط العسكري “ظهراب همبتوف” وإصابة ثلاثة بجروح في انفجار لغم في كلبجر يوم الأربعاء. حيث وصفته وزارة الدفاع بأنه شهيد ويمكن لأسرته الاستفادة من هذا الامتياز. ولا تزال حالة وفاة ستة جنود أذربيجانيين آخرين مجندين غير واضحة حيث لم يُطلق عليهم كلمة شهيد.
اشتباك عسكري على الحدود وفي كاراباخ
ادعت وزارة الدفاع الأذربيجانية يوم الخميس 15 كانون الأول \ ديسمبر: “أن القوات المسلحة الأرمينية أطلقت النار بمختلف الأسلحة الخفيفة على مواقع أذربيجانية بالقرب من قرية زيليك كلبجر وأحمدلي بمقاطعة لاتشين من الساعة 17:50 إلى 22:45 من يوم الأربعاء. وعند الساعة 8:15 من يوم الخميس أيضاً، استهدفت مجموعة من المسلحين الأرمن في ناغورنو كاراباخ مواقع أذربيجانية في منطقة خوجافند (مارتوني) بالأسلحة الخفيفة، وردت القوات الأذربيجانية في المقابل.”
كما وأعلنت وزارة الدفاع الأرمينية: “أن القوات المسلحة الأذربيجانية أطلقت نيران الأسلحة الخفيفة على مواقع أرمنية في قريتي نورابك وسراشن منذ الساعة 01:10 من فجر الخميس حيث لم يتكبد الجانب الأرمني خسائر”.
كذلك أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية في إعلانها الثاني: “عند الساعة 20:00 أطلقت القوات الأرمينية النار على قرية أحمدلي لاتشن من الأسلحة الخفيفة. وعند الساعة 20:10 أيضاً أطلق مسلحون من كاراباخ النار على مواقع أذربيجانية في آغدام بأسلحة من العيار الثقيل.”
وقد نفى المسؤولون الأرمن كل ما ذُكر.
نشطاء البيئة التابعين لعلييف: الروس أغلقوا الطريق
قبل ذلك ردد المتظاهرون شعار منع تدمير البيئة ونهب الثروة الوطنية لأذربيجان وطالبوا بحضور العميد أندريه فولكوف قائد قوات حفظ السلام الروسية. وفي اليوم الرابع، طالب المتظاهرون بتفكيك البيان الثلاثي لموسكو في 10 تشرين الثاني \ نوفمبر 2020، وانسحاب القوات الروسية كقوة حفظ سلام، وعودة سيادة المنطقة الواقعة تحت سيطرة قوات حفظ السلام إلى أذربيجان واستجابة روبن فاردانيان، وزير الدولة ومستشار الحكومة الانفصالية لأرمن كاراباخ (بحكم الأمر الواقع). وفاردانيان هو مواطن روسي من أصل أرمني وناشط اقتصادي دخل هذه المنطقة مؤخراً.
حيث وضع المتظاهرون الروس تحت ضغط من خلال ترديد الشعارات وشرب المشروبات الكحولية في الطقس البارد والغناء والرقص وتقديم المياه المعدنية والشاي والمشروبات الكحولية للروس وصخب أصوات مكبرات الصوت.
وقد غيرت أذربيجان تكتيكاتها وألقت باللوم على الروس والسياسيين الأرمن في ناغورنو كاراباخ، في هذا الوضع. حيث قال أحد قادة هذا التجمع لمراسل Az TV أمام السياج الحديدي الذي نصبه الروس: “لم نغلق الطريق، لكن كما ترى، الروس من أقام الحواجز على الطريق ولا يسمحون بالمرور”. وقال قائد آخر: “سكان خانكندي الأرمن (ستيباناكيرت بالأرمينية) هم أيضاً مواطنون أذربيجانيون ويمكنهم الانضمام إلى هذا التجمع. ولكن لن يسمح لهم روبن فاردانيان بفعل ذلك”.
في إشارة إلى ضحايا انفجار اللغم في كلبجر، زعم مراسل قناة Az TV أن الأرمن ينقلون الألغام والفخاخ المتفجرة إلى ناغورنو كاراباخ من هذا الطريق. حيث يمكن أن تكون كلماته موافقة ضمنية على الخسائر في صفوف الجنود الأذربيجانيين خلال العملية العسكرية للاستيلاء على منجم كاشن (دميرلي).
كما وتستمر الدعاية الإعلامية في البث المباشر على معظم قنوات التلفزيون الحكومية وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي. كما وتم تركيب شاشة كبيرة لقناة ” Az TV ” لاستخدامها من قبل المتظاهرين. ولا تزال القوات الخاصة للشرطة والجيش الأذربيجاني المجهزة بالأسلحة الخفيفة موجودة بالقرب من المتظاهرين وتطل على الروس.
الأوضاع داخل كاراباخ
أرائيك هاروتونيان، رئيس الحكومة الأرمينية الانفصالية في ناغورنو كاراباخ ورئيس ما يسمى آرتساخ (بحكم الواقع)، وخلال اليوم الرابع وأثناء إعلان حالة الطوارئ والأحكام العرفية، حظر أي نوع من التجمع. كما وعيّن هاروتونيان ، روبن فاردانيان وزيراً للداخلية.
وعقد الاجتماع الطارئ لهذه الحكومة برئاسة فاردانيان وتمت دراسة مراقبة توريد المواد الغذائية بما في ذلك الدقيق والدواء والوقود. وقد تقرر بدء تشغيل مخبز بوقود بديل بدلاً من الغاز. وسيتم تقليل استهلاك الكهرباء إلى أدنى مستوى له ويجب دفع ثمنها في الوقت المحدد.
كما وتم إغلاق المدارس ورياض الأطفال في ناغورنو كاراباخ ويجب على 22 ألف طفل ومراهق البقاء في المنزل. وقد أدى استخدام السخانات الكهربائية إلى زيادة استهلاك الكهرباء من شبكة الطاقة.
ودعا فاردانيان، في مقابلة مع صحيفة كوميرسانت الروسية، إلى إنشاء ممر جوي لناغورنو كاراباخ وإعادة فتح مطار ستيباناكيرت كإجراء عاجل.
ويقول أرتور توماسيان، رئيس البرلمان الأرميني الانفصالي، إن الخط الجوي هو أفضل بديل للطريق البري المغلق. كما دعا توماسيان جميع أعضاء البرلمان الأرميني إلى أداء واجبهم تجاه أرمن ناغورنو كاراباخ.
وبعث ديفيد بابائيان، القائم بأعمال وزارة الخارجية لحكومة ناغورنو كاراباخ الأرمينية، برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ووزير خارجية بولندا، وسفراء دول روسيا والصين وإيران وفرنسا ومصر وإثيوبيا وألمانيا واليونان وأستراليا وإنجلترا في أرمينيا، وطالب بإعادة فتح الطريق وإعادة توصيل الغاز. كما طالب بابائيان روسيا بالوفاء بواجبها كضامن لوقف إطلاق النار وطلب من أرمينيا إغلاق الممر الجوي من باكو إلى نخجوان.
وقد زعمت وسائل الإعلام في منطقة ناغورنو كاراباخ أن طاقم التلفزيون الأذربيجاني وتحت غطاء مجموعة البيئة ذهب إلى “دير يقيشه الأرمني” في المنطقة المحايدة التي تم إنشاؤها في منطقة مارتاكرت (بالأذرية رايون ترتر). وبث مراسل “آذ تي في” تقريراً عن الدير القريب من سوغوشان (ماداغيز) ووصفه بأنه ليس أرمنياً.
ماذا يحدث في أرمينيا؟
قال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في اجتماع مجلس إدارة الحكومة: “إن الوضع الذي خلقته أذربيجان يمثل أزمة إنسانية. أشكر جميع المنظمات الدولية والدول التي ردت على إغلاق ممر لاتشن. كما أن صمت الدول الصديقة حول هذا الأمر، أمر غريب.”
وكتب عبر تويتر على صفحته: “بسبب الأزمة الإنسانية في ناغورنو كاراباخ، تم إغلاق المدارس ورياض الأطفال و حُرم 22 ألف طفل من التعليم”.
وخاطب آرام الأول رئيس أساقفة الكنيسة الأرمنية جميع الحكومات والمنظمات والزعماء الدينيين ونشطاء حقوق الإنسان والمهاجرين الأرمن قائلاً: “إن حالة أهالي كاراباخ مزرية وطلب منهم عدم اللامبالاة والضغط على أذربيجان.”
وقد نُظمت مسيرة في ساحة الجمهورية في العاصمة الأرمينية، يريفان، وشارك فيها أنصار جميع الأطراف. حيث طلبوا من حكومة باشينيان الوفاء بواجبها تجاه شعب ناغورنو كاراباخ كأحد الموقعين على إعلان موسكو الثلاثي. كذلك جلس آلاف الطلاب أمام السفارة الروسية وطالبوا بتدخل روسيا في هذا الأمر. وقال المحتجون إنهم سيبقون أمام السفارة الروسية حتى انتهاء التوتر.
كما تجمع مئات الأشخاص الآخرين أمام مكتب المنظمة، كذلك اعتصم في هذا المكان آرتاك بيغلريان، وزير خارجية كاراباخ السابق ووزير الدولة الحالي، وعقد مؤتمراً صحفياً لشرح الوضع.
وقد نشرت المنصة الرسمية لوزارة الدفاع الأرمينية الإعلان عن التجمعات يوم الخميس لدعم أرمن ناغورنو كاراباخ في ساحة الجمهورية وأمام السفارة الروسية ومكتب الأمم المتحدة.
وزعمت مؤسسة تاتويان الأرمينية أن أذربيجان خططت أيضاً لقطع التيار الكهربائي عن كاراباخ.
رد فعل الأطراف الأجنبية
أعربت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية في روسيا الاتحادية، عن قلقها بشأن إغلاق ممر لاتشين في بيان: “إن سبب التوتر هو الخلاف بين الاطراف على استغلال احتياطيات الصخور. حيث تحاول وزارة الدفاع الروسية وقوات حفظ السلام تخفيف حدة التوتر. ونحن في انتظار إعادة فتح كامل للمواصلات. ووفقاً للبيان الثلاثي الذي قبله الطرفان فإن ممر لاتشين يؤمن الصلة بين ناغورنو كاراباخ وأرمينيا وقد التزم الطرفان بذلك في البيان. فليس من المقبول خلق مشاكل للسكان المدنيين والاتهامات ضد قوات حفظ السلام غير مقبولة وغير بناءة. إنهم يقومون بواجبهم ويعملون كضامن للاستقرار”.
وعقب بيان وزارة الخارجية الروسية، أعلنت وزارة الدفاع أيضاً أنه وفقاً للنشرات لم ترتكب أي انتهاكات من قبل قوات حفظ السلام وأنها تتفاوض مع الأطراف لإعادة فتح الطريق. وبحسب التقارير، طلب الروس من الجانب الأذربيجاني إزالة ناشظي البيئة التابعين لعلييف لخيامهم من الطريق وإعادة فتح الطريق. وقد أعطت قوات حفظ السلام الجانب الآذري مهلة حتى يوم الجمعة 16 كانون الأول \ ديسمبر.
كما كتب عدد من ممثلي البرلمان الأوروبي إلى تشارلز ميشيل رئيس المجلس الأوروبي، وجوزيب بوريل رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، مطالبين إياهم باستخدام سلطات الاتحاد الأوروبي لصالح السكان الأصليين من أرمن ناغورنو كاراباخ ومنع سياسة التخويف والعدوان التي تنتهجها أذربيجان.
وطالبت وزارتا خارجية فرنسا واليونان الجانب الأذري بالالتزام بالبيان الثلاثي وإعادة فتح الطريق وإعادة توصيل الغاز.
كما وغطت وسائل الإعلام التركية الرسمية التجمع في شوشا، وأرسلت قناة تي آر تي الأذربيجانية (التابعة للتركيا) مراسلها إلى كاراباخ.
كذلك أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه من التوتر وطالب جميع الأطراف بخفض التوتر وضمان حرية الحركة على طريق لاتشن نحو كاراباخ، وفقاً للاتفاقات السابقة.
اقرأ المزيد: آخر الأخبار حول التوترات وتجمع الناشطين البيئيين الأذربيجانيين على طريق ناغورنو كاراباخ
تعليق