ما الذي تريده تركيا من الدولة السورية؟
قال وزير الخارجية التركية “مولود جاويش أوغلو”، أمس الإثنين، إن بلاده على استعداد للعمل مع الدولة السورية في عدد من الملفات.
وأضاف، خلال كلمة ألقاها في البرلمان، أن جهاز الاستخبارات التركي ومخابرات الدولة السورية يتواصلان منذ فترة، وتابع: “إذا تصرفت الدولة السورية بواقعية، فنحن مستعدون للعمل معاً على محاربة الإرهاب والعملية السياسية وعودة السوريين”.
تصريحات “أوغلو” أتت بعد يومين من مغادرة المبعوث الروسي إلى الشرق الأوسط “ألكسندر لافرنتييف” العاصمة أنقرة، بعد جولة مباحثات خاضها مع الجانب التركي، تركزت حول التهديدات التركية بتنفيذ عملية عسكرية على الحدود مع سوريا لإخراج قوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة إلى سبل تعزيز العلاقات بين أنقرة والنظام السوري.
وبحسب مراقبون، فإن تركيا لا تقبل من الجانب الروسي أو الدولة السورية أي طرح يحافظ على خصوصية “قسد”، أو العمل على احتوائه دون تفكيكه، كما أنها لا ترغب برفع التنسيق مع الدولة السورية طالما أن الأخير يصر على المطالبة بانسحاب القوات التركية، ولا يقر بالواقع الحالي في شمال سوريا القائم على انتشار الجيش التركي في المنطقة وإدارته عمليات مكافحة الإرهاب بشكل مباشر، بل إن أنقرة تنتظر من الدولة السورية وروسيا عدم عرقلة توسيع عمليات الجيش التركي وإقامة منطقة عازلة حقيقية بعمق 30 كيلومتراً بما يضمن إخراج “قسد” من الشريط الحدودي.
وتولي تركيا أهمية كبيرة لمسألة تسهيل عودة اللاجئين وتحقيق خطوات ملموسة في هذا الصدد مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، حيث يحظى هذا الملف بمساحة واسعة من المباحثات الاستخباراتية بين تركيا والدولة السورية.
وكان أوغلو قد تحدث نهاية شهر تشرين الثاني الماضي عن العلاقات الثنائية بين تركيا والنظام السوري قائلاً: “هدفنا إنهاء الحرب الأهلية في سوريا، حيث نمضي بالعملية مع المعارضة، ونشاركهم أيضاً في اجتماعاتهم مع النظام حول محادثات أستانا”.
وأضاف آنذاك في رده على سؤال حول عملية التقارب مع النظام السوري: “المعارضة تشارك في محادثات أستانا مع النظام، وهدفنا إحياء العملية السياسية بما في ذلك المفاوضات الدستورية”.
وسبق تصريح أوغلو تعليق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول عودة العلاقات مع النظام السوري، إذ قال: “يمكن أن تعود الأمور إلى نصابها مع سوريا في المرحلة المقبلة مثلما جرى مع مصر، فليست هناك خصومة دائمة في السياسة”.
ويبدو أن أنقرة تركز على إحداث اختراق في المسار السياسي السوري، في ظل استغراق روسيا بملف أوكرانيا، وحاجة موسكو إلى الوساطة التركية، مما قد يؤدي إلى تجاوب روسيا مع الجهود التركية بما يخص الملف السوري بشكل أكبر من السابق.
وسبق أن نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين في دمشق، معلومات تؤكد مماطلة الدولة السورية بالاستجابة لمطالب روسيا بعقد لقاء بين أردوغان وبشار الأسد، وأكدت مصادر تركية هذه التسريبات أيضاً، مما قد يشير إلى عدم رغبة الدولة السورية بالتفاعل مع الإدارة التركية الحالية، على أمل حدوث متغيرات بعد الانتخابات الرئاسية في تركيا التي ستجري في حزيران/ يونيو 2023.
اقرأ المزيد: دمشق تحسم موضوع التقارب مع تركيا
تعليق