الرئيس الصيني يرتمي في أحضان دول الخليج!
في الـ7 من كانون الأول \ ديسمبر، وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى العاصمة السعودية، الرياض، للمشاركة في اجتماع قادة الدول العربية ولقاء مسؤولي هذه الدول. حيث أن لهذه الرحلة عواقب مختلفة على إيران وأمريكا وكذلك منطقة غرب آسيا.
مع استمرار تداعيات إصلاحات السياسة الخارجية للسعودية ومراجعة مستوى الاعتماد العربي على القوى الخارجية، زار الرئيس الصيني شي جين بينغ الرياض. وخلال هذه الرحلة، تم توقيع العديد من العقود في مختلف المجالات، حيث يشير كل منها إلى مسألة معينة.
وفي بداية هذه الرحلة، توجه الرئيس الصيني إلى مراسم افتتاح الاجتماع بين الصين والدول العربية، وبعد لقائه الملك وولي عهد السعودي، حضر اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي المناهض لإيران. حيث تمت هذه الرحلة في وضع تواجه فيه الصين احتجاجات في الشوارع بسبب سياسات “زيرو كوفيد”. حيث تضرر الاقتصاد الصيني من الإجراءات الحكومية والقيود الاجتماعية، ويحاول شي جين بينغ إحياء اقتصاد ما بعد كورونا. ومن ناحية أخرى، من خلال مراجعة سياستها الخارجية، تحاول الدول العربية في الخليج تقليل اعتمادها على أمريكا وتطوير علاقاتها مع الدول القوية الأخرى في العالم، وخاصة الصين. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتعقّد عملية معاملات الطاقة في العالم، وعدم نقل تكنولوجيا الأسلحة العسكرية من الولايات المتحدة وأوروبا، دفعت الدول العربية إلى الترحيب بشي جين بينغ بأذرع أكثر انفتاحاً.
حيث اعتبر الصينيون في تقاريرهم وتحليلاتهم الإخبارية أن هذه الرحلة هي أكبر وأعلى مستوى للعلاقات الدبلوماسية بينهم وبين الدول العربية ووصفوها بأنها تصنع التاريخ. كما وأكد شي جين بينغ هذه المسألة خلال الاجتماع المشترك مع الدول العربية وقال: “الاجتماع العربي الصيني حدث محوري في تاريخ العلاقات العربية الصينية وسيؤدي إلى مستقبل أكثر ازدهاراً”.
حيث أن بلدهم هو أكبر مستورد للنفط الخام في العالم والعميل الرئيسي لنفط الدول العربية، وخاصة السعودية. ومن ناحية أخرى، طالب السعوديون بالاستثمار الصيني في مشاريع قطاع البتروكيماويات، وبناء مدينة نيوم والمنشآت النووية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، وكذلك نقل التكنولوجيا لتصنيع الأسلحة العسكرية (الصواريخ البالستية والمسيرات الاستطلاعية والهجومية).
وبالتأكيد جميع هذه الأمور ليست لإصلاح السياسة الخارجية للسعودية بالاعتماد على أمريكا وأوروبا، ومعظمها ينسجم مع المنافسة مع العدو الرئيسي للسعوديين، أي إيران.
وقد تناول شي جين بينغ في خطاباته جميع القضايا المشتركة والمهمة في العلاقات مع الدول العربية، من إنشاء “مركز للأمن النووي” (يتألف من الصين ودول الخليج) إلى ضرورة تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ودعم أمن دول الخليج وحتى التفاوض لتحديد السيادة على الجزر الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى والصغرى. وعلى عكس نظيره الأمريكي جوزيف بايدن، التقى شي جين بينغ وتحدث مع رشاد العليمي، رئيس المجلس الرئاسي للحكومة اليمنية المستقيلة، والذي لا يحظى بشعبية كبيرة في اليمن وحتى في هيكل معارضي أنصار الله.
حيث إن تبني هذا الحجم من المواقف المعادية لإيران سيجذب الدول العربية تجاه الصين وسيسمح للطرفين بإثارة العديد من القضايا في مباحثاتهم. كما أن تقرّب الصين من الدول العربية سيزيد من التهديدات ضد إيران وحلفائها الإقليميين وذلك لأن الصينيين لم يترددوا في تقديم أسلحة عسكرية فعالة مثل مسيرات CH-4 و وينغ لونغ-1 و وينغ لونغ-2 إلى السعودية والإمارات.
على الرغم من تعديل وتوضيح مواقف الرئاسة الصينية من قبل السفارة الصينية في طهران، يبدو أن تطوير التعاون بين الصين ودول الخليج يتطلب دراسة ومتابعة جادة من قبل المؤسسات الإيرانية. حيث إن تطوير القوة الصاروخية للسعودية ووصولها إلى المنشآت النووية يخلق تهديدات جديدة لإيران، والتي لن يكون من السهل التعامل معها. ودعونا نتذكر أن السياسة الخارجية للصين والدول القوية الأخرى في العالم، من روسيا إلى الولايات المتحدة، تقوم على المصالح، وقد ثبت هذا السلوك الصيني مرات عديدة في قضايا نهب مناجم أفغانستان، وشراء النفط من الحكومة اليمنية المستقيلة، وبيع الأسلحة العسكرية للدول العربية.
اقرأ المزيد:
ناقلات النفط الصينية تنهب النفط على السواحل اليمنية
الصينيون يبدأون نهب مناجم الذهب في أفغانستان
تعليق