أزمة المحروقات توقف عمل أطباء وترفع أجور بعضهم في دمشق
دفعت أزمة المحروقات المستمرة منذ حوالي الأسبوع أطباء من اختصاصات مختلفة في العاصمة دمشق لإيقاف عملهم ريثما تُحل الأزمة، بينما لجأ آخرون إلى طرق تؤمن استمرار عملهم في ظل غلاء المحروقات ومنها رفع أجور معايناتهم بحجة استمرار عملهم وحاجة المرضى لخدماتهم الطبية اليومية.
ويقول طبيب الأسنان “لؤي. ع”، “منذ عشرة أيام أوقفت الوردية الصباحية في عيادتي، واقتصر عملي على الوردية المسائية لمدة 3 ساعات فقط، بسبب انقطاع الكهرباء الطويل وعدم توفر البنزين لتشغيل مولدة الكهرباء وفي حال توفره سعره مرتفع جداً”. “ما بتوفي معنا”، حسب تعبيره.
وتشهد مختلف مناطق الدولة السورية أزمتي محروقات وكهرباء شلت عمل وسائل النقل العامة، ومختلف المؤسسات العامة والخاصة وسط أزمات معيشية واقتصادية خانقة انعكست آثارها على مختلف شرائح المجتمع فضلاً عن وقوع أكثر من 90 في المئة من السوريين تحت خط الفقر وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة.
ويرى الطبيب “لؤي” الذي يعمل في عيادته بمنطقة “المزة”، أنَّ استمرار أزمة المحروقات يهدد بإيقاف عمله نهائياً، مضيفاً أنه اضطر إلى رفع أجور معايناته بما يؤمن استمرار عمله وعدم خسارته وبما لا يشكل عبء كبير على المرضى لتأمين قدرته على شراء البنزين الحر وإنهاء معالجات بعض المرضى التي لا يمكن إيقافها فجأة، على حد قوله.
بالمقابل، انعكست أزمة المحروقات سلباً على المرضى، إذ تفاجأت “نور” 41 عاماً، وهي موظفة حكومية لدى زيارتها لطبيبها عندما أخبرها بأن استكمال عملية معالجة الجذور لأحد أضراسها باتت تكلف 550 ألف ليرة، بعد ما كان اتفاقها معه على 350 ألف ليرة.
وأمام هذا الواقع، لم تجد نور وسيلةً غير الرضوخ لوجع ميزانيتها مقابل شفائها من وجع ضرسها الذي لا يحتمل والذي طالت فترة علاجه أملاً في تخلصها من التهاب وتعفن الجذور، كما قالت. وتضيف، “بتنا لا نعرف ماذا نفعل وكيف يمكننا العيش وتغطية تكاليف حياتنا في ظل وضع اقتصادي ومعيشي متردٍ”.
وكانت البلاد دخلت بمرحلة شح المحروقات وانقطاعها فجأةً، بعد مدة قصيرة من تخفيض الحكومة مخصصات المحافظات من مادة البنزين والمازوت بنسبة 40 – 50 في المئة وفي ظل توقف توريدات النفط بسبب الحصار.
اقرأ أيضا”: بسبب أزمة المحروقات.. عطلة رسمية ليومين في سوريا
تعليق