رأي: أهداف زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى إيران
منذ وقت ليس ببعيد، سافر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى طهران على رأس وفد سياسي-اقتصادي. وخلال هذه الرحلة، تم بحث قضايا مثل ضمان أمن حدود إيران المشتركة مع إقليم كردستان وطرد الجماعات الإرهابية من هذه المناطق، وتعزيز آفاق تصدير بضائع بقيمة 20 مليار دولار من إيران إلى العراق، واستمرار دور الوساطة الذي تقوم به بغداد بين طهران والرياض. وفيما يلي سنسلط الضوء على هذه الأمور.
في مطلع شهر كانون الأول \ ديسمبر من هذا العام، وصل رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى طهران للقاء كبار المسؤولين في جمهورية إيران الإسلامية خلال رحلة استغرقت يومين، وكان في استقباله الوزير السيد إحسان خاندوزي وزير الاقتصاد والمالية الإيراني، وبعد ذلك، استقبله الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي في مجمع سعد آباد الثقافي-التاريخ.
وهذه الرحلة، التي تمت بعد فترة وجيزة من سلسلة الهجمات التي شنتها القوات المسلحة الإيرانية على مواقع الجماعات الإرهابية في إقليم كردستان، لها أهمية كبيرة في المجال الأمني العسكري.
وبالنظر إلى تأكيد إيران على أمن مناطقها الحدودية ومحاربة الجماعات الإرهابية المتمركزة في إقليم كردستان، فقد تم اتخاذ القرارات بشأن زيادة التعاون العسكري والأمني بين إيران والعراق بالتأكيد خلال اجتماع رئيس الوزراء العراقي مع كبار المسؤولين الإيرانيين، ويبدو أنه خلال الأسابيع المقبلة، سنشهد إجراءات عملية للحكومة المركزية العراقية في هذا الصدد من أجل زيادة أمن المناطق الحدودية الإيرانية مع إقليم كردستان العراق.
كما وكانت مرافقة السوداني لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي العراقي إحدى النقاط المهمة في هذه الرحلة، ويمكن أن يكون لقاؤه مع نظيره الإيراني نقطة انطلاق لتعاون مشترك بين إيران والحكومة العراقية الجديدة من أجل نزع سلاح الجماعات الارهابية المتمركزة في شمال العراق وزيادة عامل أمن الحدود المشتركة لإيران مع إقليم كردستان.
وكان الموضوع التالي للمحادثات بين الطرفين هو التشاور حول دور الحكومة العراقية الجديدة في استئناف العلاقات بين طهران والرياض، وقد أكد السوداني على أهمية استمرار التقارب بين إيران والسعودية في إطار جهود العراق بهذا الشأن. وبما أن قطع العلاقات بين إيران والسعودية على أساس وجهات نظر مختلفة لن يكون من مصلحة العراق، فإن الحكومة العراقية تحاول بكل جهدها أن تعمل كوسيط لاستقرار بلادها والمنطقة. ونظراً لترحيب الأطراف الإقليمية والدولية بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، فمن المتوقع أن يحقق السوداني نجاحاً أكبر من مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي الأسبق، في مشروع الوساطة بين طهران والرياض.
وبالإضافة إلى القضايا العسكرية والأمنية والسياسية، كان النقاش الاقتصادي وزيادة التعاون الثنائي وكذلك تعزيز آفاق تصدير بضائع بقيمة 20 مليار دولار من إيران إلى العراق أحد أهداف زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى طهران. حيث إن وجود أطول حدود مشتركة بين البلدين، والمعابر والأسواق الحدودية، ووجود المجالات اللازمة للتعاون التجاري والاقتصادي، أوجد قدرات استيعابية مناسبة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتطويرها. ولهذا السبب، يحاول كبار المسؤولين في إيران والعراق تحقيق تعاون اقتصادي وتجاري بين البلدين على أعلى مستوى.
ومن المهم أن نذكر أنه مع الأخذ في الاعتبار علاقات السوداني الوثيقة مع الإطار التنسيقي الشيعي العراقي والجماعات القريبة من إيران، يمكننا أن نأمل في أن يلعب دوراً إيجابياً وبناءً في زيادة العلاقات والتعاون في مختلف المجالات العراقية لا سيما العلاقات العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية مع دولة إيران أكثر من مصطفى الكاظمي.
اقرأ المزيد:
زيارة السوداني لطهران؛ لقاء رئيس الوزراء العراقي مع الرئيس الإيراني + صور
لقاء رئيس وزراء العراق مع المرشد الأعلى للثورة + صور
تعليق