ما هي حظوظ “قسد” في صد هجوم بري تركي محتمل؟؟
عم الهدوء النسبي جبهة محافظة الحسكة الشمالية خلال اليومين الماضيين وتوقف الاستهداف التركي الجوي لمواقع ميليشيا “قسد ” في مسعى لفسح مجال للجهود الدبلوماسية الأمريكية والروسية المكثفة لإقناع “قسد” بشروط الاحتلال التركي وتجنيب المنطقة هجوما عسكرياً برياً.
وبحسب مصادر خاصة فإن قائد القوات الروسية العاملة في سورية التقى بقائد ميليشيا “قسد” “مظلوم عبدي” في القامشلي مقدماً له الشروط التركية لوقف العملية البرية والمتمثلة بالشرط الأبرز المستند إلى انسحاب الميليشيا لمسافة 30 كم عن الحدود التركية وتسليم المخافر الحدودية للدولة السورية.
فيما أكدت المصادر أن الميليشيا رفضت بشكل قطعي الانسحاب من المنطقة وطالبت ببقاء قوات الأمن الداخلي التابع لها فيما يعرف بـ “الأسايش” مناصفة مع قوات الشرطة السورية في المناطق الحدودية.
الجهود الدبلوماسية الروسية ترافقت مع وصول وفد أمريكي التقى كذلك بقادة قوات “قسد” وجدد مطالباته السابقة التي تتوافق مع مطالب التركي بخروج عناصر “حزب العمال الكردستاني” من شمال سورية، إضافة إلى إبعاد المجاميع المسلحة التابعة للميليشيا المتواجدة بالقرب من الحدود التركية بمسافة لا تقل عن 5 كم.
وأمام رفض “قسد” شروط الأتراك فإن فرضية بدء هجوم تركي بري لمناطق شمال وشمال شرق سورية تبقى قائمة وبقوة والسؤال الأبرز ما هي حظوظ “قسد” في صد هذا الهجوم وحفاظها على الأراضي التي تقع تحت سيطرتها.
مراقبون أكدوا أن المنطقة ستشهد سيناريو مكرراً لما شهدته عام 2019 عندما اجتاح الاحتلال التركي وقطعان المجاميع الإرهابية المرافقة لها مدينة رأس العين التي تقع شمال غرب محافظة الحسكة، والتي كانت تحت سيطرة “قسد ” ومن ثم التوسع الاجتياح باتجاه ريف المدينة الجنوبي والغربي والشرقي بعد انهيار قسد بمدة عشرين يوماً من بدء الهجوم.
وشدد المراقبون على أن سلاح الجو التركي سيعمل على تمهيد الغزو البري الذي سيقوده الأتراك وفصائل ما يسمى “الجيش الوطني” وفي ظل عدم امتلاك “قسد” سلاحاً مضاداً للطيران فإن احتمالات صد أي هجوم بري تبقى شبه مستحيلة وبالتالي قد تظهر “قسد” مقاومة في بداية الهجوم سرعان ما تنهار أمام القصف الجوي والهجوم البري.
ويشير المراقبون إلى أن عناصر “قسد” يفتقدون أهم عناصر الصمود والصد إلا وهي روح القتال والتضحية وباستثناء البضع من مقاتلي “حزب العمال الكردستاني” الذي قد يقدمون من جبال قنديل للمشاركة في القتال فإن غالبية عناصر “قسد” لا يعول عليهم في خوض المعركة كون غالبية هؤلاء العناصر من المكون العربي الذي لا يربطه بـ “قسد” سوى الراتب التي تعطيه إياه.
يضاف إلى ذلك أن قادة الميليشيا الأكراد من الصفوف الثانية والثالثة قد اتخموا مالاً خلال السنوات الأخيرة نتيجة الفساد المستشري وبالتالي لن يقاتلوا وسيفضلون خيار الهروب مع أموالهم إلى أوروبا على القتال وربما التعرض للقتل.
اقرأ المزيد: استمرار العدوان التركي لليوم الثامن على التوالي.. “قسد” تعلن حصيلة العدوان
تعليق