“داعش” الورقة الأخيرة في يد “قسد”
تمر أيام عصيبة على ميليشيا “قسد” منذ إعلان الاحتلال التركي إطلاق عمليته المسماة “مخلب السيف” لملاحقة واستهداف عناصر تنظيم حزب “العمال الكردستاني” وميليشيا “قسد” في سورية والعراق رداً على تفجير اسطنبول ورغبة في تأمين حدوده الجنوبية.
خمسة أيام والاستهداف المكثف لبنك الأهداف “القسدية” بمختلف صنوف الأسلحة التركية لم يهدأ، حتى وصلت لعمق مناطق سيطرة الميليشيا، أما الأهداف فتجاوزت ما هو عسكري لتصل إلى البنى التحتية والاقتصادية التي تؤمن المال للميليشيا، لاسيما آبار النفط والغاز ومحطات تجميعهما في شمال وشرق محافظة الحسكة.
الاستهداف التركي المكثف شل حركة “قسد” بعد أن خلف عشرات القتلى والجرحى في صفوفها وكان آخرها ما يسمى “الرئيس المشترك لهيئة الدفاع” فيها “ريزان كلو ” الذي بترت أطرافه وأصيب بجروح خطيرة، عندما استهدفت مسيرة تركية سيارة كان يستقلها عند دوار القرموطي في مدينة القامشلي وقتل مرافقه.
ويرى مراقبون، “أن مرارة الخذلان الأمريكي التي يتجرعها قادة “قسد” حالياً وإدراكهم أن صفقة ما تمت في الخفاء بين الأمريكان والأتراك على حسابهم، وأنه لولا الضوء الأخضر المعطى للتركي لما تجرأ على قصف المنشآت النفطية التي تتركز بالقرب من القواعد غير الشرعية للاحتلال الأمريكي”.
وبحسب المراقبين” فإن كل هذه الأسباب قد تدفع قادة الميليشيا إلى استخدام الورقة الأخيرة في يدهم عبر إطلاق عناصر “داعش” في نطاق ضيق بهدف تذكير أمريكا والغرب بالرعب القابع في مخيماتها وسجونها، بهدف الضغط عليهم لمنع الاحتلال التركي من الاستمرار في عمليته العسكرية الجوية أو تحولها إلى اجتياح بري”.
اقرأ المزيد: استمرار الهجمات التركية على شمال سوريا في ظل تهديدات أردوغان ببدء عملية برية!
ويشير المراقبون إلى وجود مؤشرات كثيرة لنية “قسد” استخدام هذه الورقة التي تعد الوحيدة القادرة على تغيير مجرى الأحداث، “ومنها إعلانها الأربعاء تعليق عملياتها القتالية ضد “داعش” بحجة التعامل مع العدوان التركي، إضافة إلى تناقل إعلامها أخباراً كاذبة عن استهداف تركي لمخيم الهول الذي يضم عوائل تنظيم “داعش” وهروب عدد منهم، على الرغم من أن الاستهداف لم يكن بالقرب من المخيم كما سبقه إعلانهم عن سقوط قذائف في محيط سجن يضم مئات المقاتلين من عناصر التنظيم الإرهابي في القامشلي”
وفي حال أقدمت الميليشيا على استخدام هذه الورقة، فبحسب المراقبين فإنها لن تخاطر بإطلاق مجاميع كبيرة من مقاتلي “داعش” مع الحرص على الابتعاد عن المناطق المفتوحة أو القريبة من الحدود العراقية، إذ من الممكن أن يستغل التنظيم المتطرف الأحداث ويرسل خلاياه النائمة لمؤازرة العناصر المطلق سراحهم، عندها قد تفلت الأمور من يد “قسد” فتصبح بين كماشتين، الأتراك من الشمال و “داعش” من الجنوب.
فيما يرجح المراقبون إطلاق عناصر التنظيم في نطاق ضيق في إحدى مدن الشمال ليتم السيطرة عليهم فيما بعد، فالغرض الأول والأخير من استخدام هذه الورقة هو إيصال رسالة تذكر العالم بخطر “داعش”، ليتم دعم وحماية “قسد” من جديد.
اقرأ المزيد: بهدف حرمان “قسد” من مصادر التمويل.. طيران الاحتلال التركي يستهدف آبار النفط والغاز في الحسكة
تعليق