خلف كواليس الاعترافات القسرية لمواطني جمهورية أذربيجان ضد إيران + فيديو
“منسق العملية الإرهابية لداعش التي استهدفت مرقد شاهشراغ في شيراز هو مواطن وهابي تكفيري من جمهورية أذربيجان جاء إلى طهران برحلة مباشرة من باكو”. وقد أعلنت وزارة المخابرات في جمهورية إيران الإسلامية عن هذا الخبر في الوقت المناسب تماماً ولفتت الانتباه إلى حقيقة واضحة ولكنها مهملة عملياً خلال علاقات دامت 30 عاماً بين البلدين الجارين. من ناحية أخرى، بدأت وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة لحكومة باكو، مع زيادة هجماتها الإعلامية ضد إيران، مساراً جديداً من اعتقال النشطاء الدينيين والثقافيين لأذربيجان، وتم حتى الآن اعتقال 19 شخصاً وإرسالهم إلى السجن.
بداية، بعد عودتهم إلى بلادهم، تم اعتقال ثلاثة طلاب دين أذربيجانيين من جامعة المصطفى بتهمة خيانة الحكومة والبلاد ومحاولة تنفيذ عمليات إرهابية! وقد أعلن جهاز أمن الدولة في جمهورية أذربيجان أنهم أعضاء في حركة حسينيون المقاومة الأذربيجانية ويتم توجيههم من مدينة قم. ولم تنشر هذه الحركة حتى الآن بياناً أو إعلاناً يؤكد أو ينفي الاتهامات التي وجهتها حكومة بلادهم.
وقد نشر جهاز أمن الدولة في جمهورية أذربيجان مؤخراً مقطع فيديو عن خمسة مواطنين وادعى أن ظاهر عسكر أوف، والنور رسولوف، وعارف رسولوف، وبختيار أغازاده، ومير حافظ جعفر زاده قد خانوا الحكومة بناءً على المادة 274 من قانون العقوبات. حيث تشير هذه المادة الإعلامية في أذربيجان إلى الجرائم مثل التجسس والإرهاب والانقلاب والتعاون غير القانوني مع الحكومات الأجنبية وما إلى ذلك. كما وتم منح اعترافاتهم المتلفزة لوسائل الإعلام من قبل جهاز أمن الدولة.
ووفقاً لادعاء جهاز أمن الدولة لجمهورية أذربيجان، هناك قائمة طويلة تشمل التجسس لصالح إيران من خلال التواصل مع وكالات الاستخبارات وتلقي عوائد المادية، وتصوير السفن والتدريبات العسكرية، والتنصت على مكالمات السفن العسكرية، وجمع المعلومات عن المسيرات التي تم شراؤها من إسرائيل وتركيا قبل حرب كاراباخ الثانية، موقع المعدات العسكرية، جمع معلومات عن الشحنات لمحطات النفط والغاز في بحر قزوين، جمع معلومات عن الشركات والوكالات الأجنبية في باكو، جمع معلومات عن معدات التحكم بالمسيرات التابعة لوزارة الدفاع في المطارات، والدبابات، والمعدات العسكرية لمعرض باكو العسكري وموقع ومعدات صواريخ S-300 Zenit المضادة للطائرات ومحطات التحكم بالرادار في ساليان وفضولي وخطوط أنابيب النفط والغاز في منطقة قاراداغ ومدينة باكو، وجمع المعلومات حول الوضع السياسي والاجتماعي، ومواقع القواعد العسكرية ومقرات القيادة في منطقة لنكران وإرسالها عبر الهاتف وشبكات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك WhatsApp و Telegram، لجهات الاتصال الإيرانية والأذربيجانية الذين يعيشون في إيران.
ومن بين قائمة الاتهامات أيضاً، هناك تشكيل مجموعات مغلقة في شبكات التواصل الاجتماعي والتواصل مع المواطنين الأذربيجانيين الخاضعين للملاحقة القضائية ويعيشون في إيران كجهات اتصال استخباراتية، بما في ذلك أورخان محمدوف وتوحيد إبراهيم بيلي والشاد حاجي أوف.
وجميع الاتهامات الواردة في هذا الفيديو والتي تستند إلى عرض صورة قديمة لبختيار آغازاده مع شخص يدعى علي عبدلي، تم تقديمه كجاسوس مطلوب، تتبعها الشكوك.
وفقاً لدراسة “تطورات العالم الإسلامي”، علي عبدولي كلوري هو مواطن إيراني يعيش في راضوانشهر، بمحافظة جيلان. وهو ناشط ثقافي واجتماعي، وكاتب ومؤلف لعدد كبير من الكتب والمقالات في مجال الثقافة العرقية، وخاصة قوم التاليش في إيران وجمهورية أذربيجان. وفي الفصل الأول من كتاب “تالشان كيستند” أي “من هم التاليش”، قام عبدلي بترجمة مقالة إلهام محمدوف حول تاريخ جمهورية تاليش مغان المتمتعة بالحكم الذاتي في أذربيجان إلى الفارسية. ولديه أيضاً دراسات حول المنشورات والمشاهير والثقافة واللغة التاليشية في جمهورية أذربيجان.
وخلال اتصال مع عبدلي، تم الكشف عن أن بختيار أغازاده هو ناشط ثقافي من تاليش أذربيجان في مدينة لنكران. ورداً على ذلك، قال عبدلي: “هذا ليس بالأمر الجديد، ولسنوات، عندما تريد شرطة باكو إزالة ناشط ثقافي في تاليش (أذربيجان) عن الوجود، يكون أول اتهام له أنه على علاقة بعلي عبدلي”.
ومع ذلك، فإن ملاحقة المواطن الإيراني عبدلي قضائياً تعود إلى مسألة الوفاة المشبوهة للأستاذ نوروز علي محمدوف، مؤسس مركز مدنيت (الثقافي) للتاليش وجمهورية تاليش مغان أذربيجان المتمتعة بالحكم الذاتي في السجن. وقد ذهب إلى روسيا بعد قمع هذه الجمهورية. وبعد عودة محمدوف إلى بلاده، تم اعتقاله والحكم عليه بالسجن لمتابعته الحقوق العرقية، واتهامه بالتجسس لصالح إيران وخيانة بلاده، وتوفي في سجن باكو. كما وقتل نجله في حادث مروري بعد متابعته في سبب وفاة والده، ومنح الاتحاد الأوروبي حق اللجوء السياسي لزوجة نوروز علي محمدوف.
ومير حافظ جعفر زاده، مثل المعتقلين الأربعة، هو أحد الناشطين الثقافيين والاجتماعيين في تاليش وأهم شخص في هذه القائمة المكونة من خمسة أشخاص. والتسجيل الصوتي المرسل المنسوب إليه على التلغرام لشخص يدعى أورخان ممداف يعاني من مشاكل فنية. ولكن يجب أن يوضع هذا الملف الصوتي المرسل على الجانب الأيمن من الشاشة بخلفية خضراء شاحبة، ولكن وضع مكان الملف المستلم، حيث يكون على الجانب الأيسر بخلفية بيضاء. ومن خلال هذا الملف، يُزعم أن مير حافظ جعفر زاده شرح موقع القواعد العسكرية لممداف. كما تم اتهام المعتقلين بالعمل سراً ضد المصالح الوطنية في مجموعات WhatsApp المغلقة.
صرح إسماعيل شعبانوف، المحلل السياسي التاليشي من لنكران، بجمهورية أذربيجان والمقيم في روسيا، مشيراً لهوية المعتقلين:
“كل هؤلاء المتهمين بالخيانة هم نشطاء ثقافيون بارزون في تاليش. واليوم يعتقل مظلموا تاليش ويجعلونهم يعترفون تحت التعذيب من أجل التحدث ضد إيران. أتساءل إلى متى ستستمر هذه القضية عندما يتهم الناس بالتجسس لذهابهم من وإلى إيران لمساعدة عائلاتهم. في كل عام، تعتقل حكومة أذربيجان عدداً من النشطاء وأصحاب النفوذ التاليش في هذا البلد وتتهمهم بالتجسس لصالح وكالات المخابرات وتهريب المخدرات من إيران. ولقد ذكرت هذه النقطة مرات عديدة من قبل، أن الغرض من إجراءات التهجير القسري والصامتة هذه بحق شعب التاليش بجمهورية أذربيجان الذين يعيشون على حدود إيران من أجل مغادرة مكان إقامتهم. وحكومة أذربيجان ليست مستقلة أبداً. وقد تم إنشاء هذه الحكومة لاستخدام أراضيها ضد إيران. وقد أصبح هذا الاستخدام للأراضي الأذربيجانية أكثر كثافة بعد نهاية حرب كاراباخ الثانية، وإلهام علييف، حاكم باكو (رئيس أذربيجان)، يهين إيران علانية ويسخر منها. والصحافة والقنوات الحكومية والشركات التابعة لها تنشر هذه المواد كل يوم. واليوم، من المعروف أنه في قصة الهجوم الإرهابي في شيراز، جاء الشخص الذي نسق الهجوم من باكو إلى طهران. وكان التجمع صباح الخميس 17 تشرين الثاني \ نوفمبر أمام السفارة الأذربيجانية من قبل مجموعة من النشطاء التاليش الإيرانيين احتجاجاً على سياسات هذا البلد صحيحاً وفي الوقت المناسب. والشعارات المكتوبة ملفتة ويجب زيادة هذه التجمعات. ويجب أن يعلموا أن تاليش أذربيجان جزء من إيران ولا يمكن فصل هذا الجزء ولا أحد يستطيع تدميره. ولطالما كانت إيران وستبقى في منطقة القوقاز. والتاليش هم سبب بقاء إيران في القوقاز، ونحن موجودون دائماً لحماية مطالب إيران في القوقاز “.
وقد توجهت مجموعة من طلاب جامعة علامة طباطبائي بطهران أمام سفارة أذربيجان في هذا اليوم، وبعد زيادة عدد المحتجين على سياسات حكومة باكو، مُنعوا من مواصلة التجمع. ويعتقد البعض أن إلغاء تصريح التجمع السلمي يرجع إلى تأثير لوبي جمهورية أذربيجان في إيران، المرتبط بسفارة هذا البلد.
تعليق