علييف، يُناضل في منظمة الدول التركية
موقع تطورات العالم الاسلامي؛ عُقد اجتماع لرؤساء منظمة الدول التركية (OTS) في الـ10 من تشرين الثاني \ نوفمبر في سمرقند، بأوزبكستان. حيث دعا الرئيس الأذربيجاني في خطابه الدول الأعضاء للعب دور في هذه المنظمة في سياسات جمهورية أذربيجان. وجزء من هذه السياسات التي أعلنها إلهام علييف هو التوتر مع الجيران بما في ذلك إيران وأرمينيا!
وفي إشارة إلى تشتت الشعوب المنحدرة من أصل تركي، قال الرئيس الأذربيجاني: “العالم التركي ليس فقط دولاً تركية مستقلة، وحدوده الجغرافية واسعة جداً”. لذلك طلب إلهام علييف من الدول الأعضاء توسيع دائرة أنشطتها خارج الحدود السياسية. وأضاف: “لقد حان الوقت لتنظيم الدول ذات الأصل التركي لوضع، حماية الحقوق والأمن والحفاظ على الهوية العرقية ومنع الاندماج القسري للأتراك الذين يعيشون في دول غير تركية، كقضية أساسية وعلى جدول الأعمال يومياً.”
ومضى متحدثاً حول السكان الأذريين في إيران، وزعم: “يجب أن يكون جيل الشباب في العالم التركي قادرين على الدراسة بلغتهم الأم في البلدان غير التركية. للأسف، فإن غالبية السكان البالغ عددهم 40 مليون نسمة (!) من الأذريين الذين يعيشون على طول حدود جمهورية أذربيجان محرومون من هذه الإمكانية. مواطنونا يعيشون في البلدان المجاورة للبلاد التركية، والتعلم باللغة الأم يجب أن يكون البرنامج اليومي لهذه المنظمة، ويجب اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد.”
كما واعترف علييف ضمنياً بالتدخل في شؤون الدول المجاورة الأخرى وأضاف: “تولي حكومة أذربيجان اهتماماً خاصاً لضمان أمن وحقوق وحرية الأذربيجانيين الذين يعيشون في دول أجنبية. وسنواصل جهودنا حتى يحافظ أبناء عرقنا الذين انفصلوا عن حكومة أذربيجان بمصير مرير (!) على اللغة والعادات والثقافة والمُثُل الأذربيجانية والعلاقة مع أذربيجان.”
وقد صرّح مسؤول كبير في الحكومة الأذربيجانية، مشيراً للتوترات الأخيرة مع أرمينيا، قائلاً: “نحن على أرضنا، وخلال الاجتماع في براغ وسوتشي، اعترف الطرفان بوحدة أراضي بعضهما البعض. وما زلنا في وطننا الأم وخطوط الحدود مع أرمينيا ونرفض بشدة مزاعم أرمينيا التي لا أساس لها من الصحة. والإسلاموفوبيا والتركوفوبيا هما أساس أيديولوجية هذا البلد. وأثناء احتلال أرمينيا لـ(كاراباخ)، زرعت أرمينيا أكثر من مليون لغم في بلدنا. ومن إجمالي 67 مسجداً دمروا 65 مسجداً أثناء الاحتلال أو وضعوا فيها الخنازير، وهو ما يعد إهانة للعالم الإسلامي بأسره. كما ويعد بناء الممر الذي يربط بنخجوان جزءاً من إعلان وقف الأعمال العدائية، وستستفيد جميع دول المنطقة من افتتاح معبر زنغه زور.”
وبحسب تحليل تطورات العالم الإسلامي، يبدو أن الأجزاء الأولى من خطاب إلهام علييف عن السكان الأتراك والأذريين كانت حادة لدرجة أنها تشكل في الواقع تهديداً لوحدة أراضي دول أخرى، بما في ذلك إيران. لذلك قامت قاعدة المعلومات الخاصة بجمهورية أذربيجان بإزالتها ونشرها بشكل مجزأ. وإلهام علييف يريد وضع منظمة الدول التركية كلاعب جديد في منطقة القوقاز في المواجهة السياسية مع إيران وأرمينيا. حيث واتبع ذات النهج الذي اتبعه كضيف شرف في اجتماع جامعة الدول العربية الذي عقد في الجزائر. ومع علمه بأن حكومته وحدها غير قادرة على مواجهة القوة الحضارية لإيران، يستغل إلهام علييف كل فرصة للفت انتباه الدول الإقليمية والدولية للمساعدة وملء فراغ سلطته.
تعليق