كواليس استدعاء السفير الأذربيجاني في طهران
بعد سنوات من الدعاية والمزاعم لجمهورية أذربيجان، استدعت جمهورية إيران الإسلامية السفير الأذربيجاني في طهران. حيث استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، سفير جمهورية أذربيجان يوم الخميس 10 تشرين الثاني \ نوفمبر، وأبلغته احتجاجاً رسمياً للحكومة. ويأتي استدعاء علي زاده بعد التصريحات التهديدية لرئيس هذا البلد إلهام علييف في مدينة شوشا كاراباخ، ومزاعم وسائل الإعلام الحكومية الأذرية حول وحدة الأراضي التي يقطنها الأذريين في إيران.
تهديد رئيس أذربيجان
وصفت إلهام علييف، يوم الأربعاء، خلال كلمة ألقاها في شوشا، الحكومة الإيرانية بأنها منافقة وداعمة لاحتلال كاراباخ بسبب علاقتها بأرمينيا. وذكر أن إجراء مناورات على طول نهر آراس ومعارضة ممر زنغه زور دليل على دعم أرمينيا. كما وادعى استخدام القوة العسكرية ضد أرمينيا وداعميها (إيران). وفي إشارة إلى الأحداث الداخلية في إيران، أيد علييف ضمنياً هذه المسألة ووصف إيران بأنها غير آمنة.
التوتر في شبكات التواصل الاجتماعي
بالطبع، كان علي زاده، سفير أذربيجان، قد أدلى سابقاً بادعاءات إقليمية بشأن أذربيجان الإيرانية على صفحته الشخصية على تويتر. وجاء ادعاءه الأخير الأسبوع الماضي عندما نشر صورة وكتب: “ليالي تبريز جميلة أيضاً”.
كما نشر السيد عباس موسوي، السفير الإيراني في جمهورية أذربيجان، مقطع فيديو من قرية لاهيج ، مسقط رأس الحاج أبغول سليمانوف عالم الدين المدافع عن الحجاب، وكتب: “هذا رجل عجوز من لاهيج، في قلب جبال القوقاز، يتحدث الفارسية العذبة من مازندران”.
كما أعادت حركة الوحدة التركية نشر مشاهد فيديو لتجمعات مجموعة صغيرة من خصوم إيرانيين واستخدام أباريق مطاطية وأحذية غالش خضراء وبيضاء وحمراء أمام السفارة الإيرانية في باكو. حيث أن الأبريق وغالش رمزان للتخلف والضعف في هذا البلد.
التوتر الإعلامي
خلال الحرب النفسية، تطرقت وسائل الإعلام الأذربيجانية، خلال البرامج التحليلية، في بداية قسم الأخبار، في البرامج التلفزيونية إلى وحدة أراضي إيران وقضية تقسيم المناطق المأهولة بالسكان الأذريين.
كما ودعا القسم الأذري في قناة سحر الإيرانية في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني في أحد برامجه كتدبير انتقامي، بتسمية باكو وغنجه بالمدن الشمالية لجمهورية إيران الإسلامية، وتم سرد القصيدة المشهورة لحكيم نظامي غنجوي عن إيران.
التوتر الرياضي مع إيران
طبعاً التوترات لم تنته عند هذا الحد، وواجه فريق المصارعة الوطني الإيراني الأول في بطولة باكو ظلماً خلال المباراة ضد تركيا وأذربيجان، وعرقل منظمو المباراة الجهاز الفني كما وتعرض بعض لاعبي المنتخب الوطني الإيراني والمتفرجين في أذربيجان للإهانة.
وذروة هذه التوترات حدثت خلال اليوم الأخير من المصارعة، عندما تغلب اللاعب الإيراني علي أكبر يوسفي على خصمه “بيكا كاندلاكي” بنتيجة 6 إلى 4 في فئة وزن 130 كغ وقام بجولة فرحاً بانتصاره مع العلم الوطني الإيراني.
حيث كان إلهام علييف، رئيس أذربيجان، الضيف الخاص في اليوم الأخير من هذه المسابقة وكان حاضراً في القاعة خلال هذه الأحداث. وقد كانت هذه المباراة تحدد نتيجة البطولة الدولية وفاز المنتخب الإيراني بمباراة الفرق ونهائي كأس العالم في باكو بنتيجة خمسة إلى خمسة و21 نقطة إلى 19 نقطة.
ولم يقتصر غضب جماهير الحكومة على هذه الخسارة على المنتخب الإيراني فحسب، بل إن وسائل الإعلام الموالية للحكومة اعتبرت طالع ممدوف الذي خسر 8-0 في مباراته هو الجاني الرئيسي في خسارة الفريق الأذربيجاني للمباراة.
وكانت إيران وأذربيجان وتركيا وقيرغيزستان هي المنتخبات الحاضرة في كأس العالم 2022 في باكو.
تهديد الأمن القومي الإيراني
بحسب بيان حرس الحدود الإيراني، فقد تم اكتشاف شحنة أسلحة وذخائر وعبوات ناسفة وضبطها على حدود آراس ومحافظة أذربيجان الشرقية (الإيرانية). ووفقاً لإعلان وزارة المخابرات، فإن مواطناً وهابياً من جمهورية أذربيجان هو الشخص الذي نسق الهجوم الإرهابي في شاه شراغ، بشيراز. حيث وصل إلى مطار الإمام الخميني في طهران عبر مطار حيدر علييف في باكو. كما ونشرت تقارير من ذات الوزارة تظهر أن المسيرة الإسرائيلية التي استخدمت في العملية الإرهابية في دماوند (بإيران) التي استهدفت الشهيد محسن فخري زاده حلّقت من قاعدة سيتالشاي الجوية في أذربيجان.
اتهام إيران
ادعى جهاز الأمن القومي في جمهورية أذربيجان، في إعلان عرض صور ثلاثة مواطنين من هذا البلد، أنهم أعضاء في جماعة حسينيون للمقاومة والذين كانوا ينوون تنفيذ عمليات تخريبية في هذا البلد من خلال تلقي أموال من السلطات الإيرانية.
ووفقاً لتطورات العالم الإسلامي، فإن تصرفات رجال الدولة في باكو، خلال أكثر من عقدين من حكم إلهام علييف، تم التسامح معها دائماً من قبل الحكومة والمسؤولين الحكوميين في طهران، وهذا يعتبر أول رد فعل متعدد الأطراف ضدهم، على الرغم من أنها جاءت متأخرة ولا تبدو كافية.
تعليق