الأمين العام لحزب الله: السفارة الأمريكية تتدخل في أصغر شؤون الحكومة اللبنانية!
موقع تطورات العالم الاسلامي؛ ألقى السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، كلمة يوم الجمعة بمناسبة يوم الشهيد.
أشار السيد حسن في بداية حديثه إلى العملية الاستشهادية لأحمد قصير وقال إننا نأمل أن يتم تشكيل عملية استشهادية كبيرة على غرار قصير من خلال أي جماعة مقاومة. ويوم الشهيد هو اليوم الذي هاجم فيه أمير الشهداء (أحمد قصير) مبنى الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور وقتل أكثر من 100 جندي وضابط إسرائيلي في أقل من دقيقة ودمر المبنى بأكمله.
كما وأشار إلى أن يوم الشهيد هو يوم جميع شهداء محور المقاومة في جميع أنحاء المنطقة، موضحاً أن أُسر الشهداء كان لها دور كبير في مواصلة طريقنا خلال الأربعين عاماً هذه، وكثير منهم شجع أبنائه وألبس أطفاله لباس القتال. وقد قاتل أبناء الشهداء وأصبحوا قادة بسبب تمسك أسرهم بالمقاومة حتى النصر. ونحن نعلم قيمة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل مقدساتنا ووطننا وحريتنا وكرامتنا وأمننا وعزتنا. وشهداؤنا مشهورون وجثامين بعضهم ما زالت عند العدو الإسرائيلي الذي يقوم بإنكار ذلك. كما لدينا مفقودون ونتابع مسألة جثامين الشهداء والمفقودين ونحاول تحديد وضعهم.
وصرح الأمين العام لحزب الله أن العدو يُسر بأن يتوقف الجيلين الثاني والثالث عن المقاومة، لذلك فهو يحاول استهدافهم وقيادتهم إلى الفساد. والعدو من خلال التكنولوجيا المتقدمة يحاول إفساد أجيالنا وتغيير معتقداتهم وهذا خطر كبير. وطريق شهدائنا مع الأجيال المتعاقبة تأكيد على فشل العدو في تحقيق أهدافه.
وتابع نصرالله أن العدو تفاجأ في عموم فلسطين المحتلة لأنه لم يستطع التأثير على الأجيال وتغيير مبادئها. حيث أكد الشهيد عدي التميمي وإخوانه المقاومون فشل خطط العدو في تغيير نهجهم.
وفي إشارة إلى فوز حزب نتنياهو في انتخابات الكنيست الإسرائيلي، أوضح أن جميع الحكومات الإسرائيلية مجرمة وليست منتصرة في انتخابات الكنيست. ونتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة لا تهمنا لأن كل الكتل الإسرائيلية متشابهة في الجريمة. وقد تفاجىء العدو في كل أنحاء فلسطين المحتلة، لأنه لم يستطع التأثير على الأجيال وتغيير مبادئها. ولعل نتائج الانتخابات الإسرائيلية لها عواقب فلسطين على فلسطين لأن الحمقى سيأخذون السلطة والحمقى لا يخيفوننا.
وقال السيد حسن إنه لا يمكن الوثوق إلا بقوة المقاومة للحفاظ على اتفاق ترسيم الحدود البحرية. ونتائج الانتخابات الأمريكية لن تغير شيئاً لأن أمريكا بالجمهوريين والديمقراطيين وجهان لعملة واحدة. حيث جلبت أمريكا وباء الإرهاب التكفيري إلى لبنان ودمره حزب الله. وفي عام 2019، بعد فشل خططها بدعم التظاهرات، كانت أمريكا تحاول خلق الفوضى في لبنان. وأمريكا هي التي خلقت أعمال الشغب في تشرين الأول \ أكتوبر 2019، لكن حزب الله احتواها. حزب الله هو الذي أزال اللعنة الأمريكية عن لبنان وقضى على هذا الطاعون.
كما وقال نصر الله إن لبنان إما سيتجرأ على قبول المساعدة الروسية الجديدة أو يستسلم للتهديدات الأمريكية. وانتخابات الكيان الصهيوني لها نتائج وتأثيرات داخل الكيان لأنها قد تنعكس على مستوى تصاعد الأزمة والمواجهة. كما وستزيد الانتخابات الإسرائيلية الخلافات الحادة وتؤثر على مستقبل هذا الكيان وخياراته.
كما أشار إلى الدور المدمر لأمريكا في سوريا، وأضاف أن أمريكا التي فشلت في إسقاط سوريا عبر الإرهابيين والتكفيريين، تحاول تقريب هذا البلد من الانهيار بالجوع والبرد. والحصار الأمريكي على لبنان مستمر بمنع أي استثمار أو مساعدة اقتصادية للبلاد. وأمريكا تمنع أي دولة من مساعدة لبنان في أزمته الاقتصادية وهي لعنة وباء في حد ذاتها.
وصرح الأمين العام لحزب الله أن إيران استطاعت وبشكل حاسم الانتصار على مؤامرة وإثارة الفتنة الأمريكية والإسرائيلية والدول الغربية، وأضاف أننا نطلب من اللبنانيين عدم الاستسلام للطاعون ووباء أمريكا التي تسعى فقط لدعم إسرائيل. وقد انتصرت إيران مرة أخرى على الفتنة والتآمر الأمريكي الإسرائيلي.
كما تطرق السيد حسن نصرالله إلى وضع رئاسة لبنان بعد ميشال عون وقال إننا لا نعتقد أن أحداً يبحث عن فراغ في منصب الرئاسة في لبنان، فنحن نؤكد على انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب فرصة. والفراغ الرئاسي يمس كل مستويات لبنان ولا يمكن ملؤه. والرئاسة حساسة للغاية ومصيرية وستترك آثارها في غضون ست سنوات وما بعدها. ويجب أن نجد خياراً أفضل وأنسب لانتخاب الرئيس.
وصرّح الأمين العام لحزب الله بأن السفارة الأمريكية تتدخل في أصغر القضايا الحكومية والوزارية في لبنان، وقال إننا، بصفتنا فصائل المقاومة كجزء كبير من اللبنانيين، نريد من الرئيس أن يطمئن المقاومة. ونريد رئيساً شجاعاً لا يخاف ولا يقدم تنازلات، ويضع المصالح الوطنية قبل خوفه ولا يمكن شراؤه وبيعه.
وقال نصر الله إن المقاومة التي أدت إلى تحرير عام 2000 كانت مطمئنة في عهد إميل لحود. والمقاومة خلال السنوات الماضية في عهد عون (التي لم تكن قابلة للبيع ولم تطعن بالظهر) كانت آمنة جداً ومطمئنة. وفي حال كنتم تريدون لبناناً قوياً يستطيع أن يستخرج الغاز من أجلكم، فعليكم أن تأتوا برئيس شجاع لن يطعن المقاومة في الظهر.
تعليق