بين اتهامات لتركيا والتناحر فيما بينها.. التوتر بين الفصائل المسلحة مستمر في الشمال السوري
اتهم ما يسمى “الفيلق الثالث” تركيا بالتواطؤ مع تنظيم “هيئة تحرير الشام” بهدف تفكيكه ودمجه معها، بحسب بيان أصدره ما يسمى “الجيش الوطني”.
وجاء في البيان أن “أي اتفاق يدعو الفيلق للتخلي عن سلاحه أو الانضمام إلى هيئة تحرير الشام أو يفرض عليه العمل تحت ظل حكومة الإنقاذ في إدلب لا يمثل سوى تطلعات الهيئة والجانب التركي الذي يهدف إلى حل الفيلق على المدى البعيد”.
وفيما يخص العلاقة مع “قسد”، قال بيان “الفيلق” “إذا حاولت تركيا ممارسة المزيد من الضغوطات نذكر بأن قوات سوريا الديمقراطية ستكون الحليف الأول الذي سنقوم بالتنسيق معهم ولا يوجد لدينا أي مشكلة بالعمل تحت راية قوات سوريا الديمقراطية”.
وتابع البيان “إذا كانت تركيا تعتقد بأن الهيئة هي تهديد وورقة ضغط على الفيلق فقوات سوريا الديمقراطية لا تمثل ورقة ضغط فحسب بل تشكل رعباً لأجهزة الاستخبارات التركية والجيش التركي في المجمل، نقول لكل من يريد أن ينال من الفيلق ومكتسباته لكل منا أوراقه إياكم واللعب معنا”.
وفي إشارة أخرى للتوتر الحاصل في مناطق سيطرة المجموعات المسلحة، أصدرت خمس كتل كبيرة في تجمع حركة “أحرار الشام” الإسلامية بياناً، الأربعاء، عزلت من خلاله “القائد العام للحركة” “عامر الشيخ” الملقب “أبو عبيدة القطناوي”، وعينت قائداً جديداً يدعى “أبو سليمان”.
ولفت بيان الكتل الخمس، أن قرار العزل جاء “بسبب قيام القيادة السابقة بحرف البندقية، وحوّلتها إلى الفصائل الثورية لغايات ومآرب لا تستند إلى شرع حنيف أو عقل رشيد”.
وأوضح البيان أن “الكتل الخمس وقفت إلى جانب القيادة المعزولة أثناء انقلابها على القيادة التي سبقتها، من أجل الحفاظ على تماسك الحركة وإبقاءها قوية، رغم عدم وجود مبررات ومسوغات للانقلاب حينها”.
وأشار البيان إلى أن القرار جاء أيضاً على خلفية “تجاوز القيادة السابقة للثوابت التي قامت عليها الحركة ومنهجها الشرعي القويم، الذي قدمت في سبيله آلاف الشهداء في مقدمتهم مؤسسها حسان عبود”.
وبحسب مصادر مطلعة، لم يبقَ في صفوف “الحركة” إلى جانب “الشيخ”، إلا “كتلتي الساحل ودرعا”، اللتين لا تمثلان ثقلاً يذكر لفرض عودة الأمور إلى سابق عهدها، لأن تعدادهما لا يتجاوز 350 عنصراً.
الجدير بالذكر أن “حركة أحرار الشام”، نشرت في 1 تشرين الثاني \ نوفمبر، بياناً عبر معرفاتها الرسمية، “أعلنت من خلاله التبرؤ من 6 قادة كانوا سابقاً ضمن الحركة، ثلاثة منهم تولوا قيادتها خلال السنوات الماضية، وبعضهم من مؤسسيها”.
ويأتي هذا التوتر والتناحر السياسي والعسكري، بعد اشتباكات دارت خلال الأسابيع الماضية بين “الفيلق” و”الهيئة” في أرياف حلب الشمالي والشرقي والغربي، خلفت عدداً من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.
تعليق