في الذكرى السنوية لأحداث سجن الصناعة.. أكثر من مئة عائلة مشردة جراء تدمير “قسد” منازلهم في الحسكة
مع قرب حلول الذكرى السنوية الأولى لأحداث سجن الصناعة في مدينة الحسكة، عندما هرب عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي من السجن، تتجدد معها ذكرى مؤلمة ومعاناة مستمرة لعشرات العوائل من أهالي حيي غويران والزهور الذين فقدوا منازلهم نتيجة القصف الممنهج من قبل ما يسمى بقوات “التحالف الدولي” ومليشيا “قسد” بحجة ملاحقة العناصر الفارين.
وأوضح “أبو مريم” أحد أهالي حي غويران “أن منزله بالإضافة لـ 16 منزلاً في الحارة القريبة من منطقة المقبرة، تمت تسويتهم بالأرض، كما تم تدمير شارعه بالكامل وجرف المنازل بما تحتويه من أغراض ليذهب عناء العمر في لحظات”.
وأضاف “أبو مريم”: “ما إن بدأت أحداث سجن غويران حتى خرجنا من الحي واستضافنا أحد أقربائنا في ريف الحسكة القريب، وحرصت قبل الخروج من المنزل أن أغلق أبوابه جيداً على أمل العودة القريبة لكن ما لم يكن بالحسبان أن نعود لنرى خلاء دون أي أثر لمنزل كان منذ شهر يأوي عائلة تضم سبعة أفراد”.
وتابع “لم أتمالك وزوجتي أعصابنا عندما رأينا المنظر، وكأن زلزالاً ضرب المنطقة، أجهشنا بالبكاء لساعات ولكن دون فائدة، واليوم نقيم في غرفة آجار في نفس الحي بعد أن كنا نملك منزلنا المستقل”.
وأشار “أبو مريم” إلى أن ما حدث “أن حارة كاملة تم تدميرها بحجة ملاحقة عناصر “داعش” من قبل مجرمي “التحالف الغربي” ومليشيا “قسد” التي أكملت على ما تم تدميره عبر جرف المنازل بالجرافات، ومن ثم نقل الردم إلى خارج الحي، وعند مراجعة ما يسمى “مركز العلاقات العامة” التابع لـ”قسد” لتقديم شكوى رفضوا الطلب بحجة أن من قام بتدمير هذه المنازل هم العناصر الانتحارية التابعين “داعش” الذين فجروا أنفسهم بالأحزمة الناسفة عند محاصرتهم.”
وليس بعيداً عن منزل أبو مريم تحكي الأرملة “أم محمد” التي كانت تجلس بمنزل أهلها المهاجرين والذي كان يأويها وأطفالها الثلاثة لتصبح اليوم دون أي مأوى هي وأطفالها وتقول “أوضاعنا المعيشية في غاية الصعوبة فاليوم في ظل ارتفاع أسعار آجار المنازل أصبحت أعيش وأطفالي على ما يقدم لي من إعانات من الأهالي والأقارب لسد تكاليف آجار منزل وشراء بعض الطعام واللباس”
وأشارت “أم محمد” إلى أن العوائل التي فقدت منازلها، تواجه مصيرها اليوم دون أي تعويض مالي لما حصل معهم أو دعم مقدم من أي جهة سواء “قسد” أو المنظمات الدولية أو الجمعيات الخيرية في ظل الحاجة والعازة وغلاء المعيشة.
وكانت منظمة “رايتس ووتش” وفي تقرير لها نشرته مؤخراً وثقت الهدم والإصابة بالأضرار الذي لحق بنحو 140 منزلاً تأوي 147 عائلة على يد قوات “قسد”، خلال ما وصفته محاولة إعادة أسر المعتقلين الفارين من “داعش”، مؤكدة أنه ينبغي على “قسد” أن تدفع تعويضات مالية للذين تهدمت منازلهم أو تضررت.
يشار إلى أن التدمير الممنهج الذي قامت به قوات “التحالف الدولي” لاسيما الاحتلال الأمريكي و”قسد” أثناء أحداث سجن الصناعة طال كذلك البنى التحتية لعدد من المنشآت الخدمية والتعليمية ودمرها بالكامل ومنها فرن حي غويران وكليتا الهندسة المدنية والاقتصاد ومعهد المراقبين الفنيين.
تعليق