الأحداث الأخيرة في أحياء درعا الجنوبية تسرّع من العملية الأمنية المرتقبة
حملت التطورات المتسارعة في أحياء درعا الجنوبية، لاسيما التفجير الانتحاري الأخير الذي حمل توقيع “داعش”، مزيداً من التصميم على بدء عملية أمنية في تلك الأحياء واجتثاث الإرهاب الذي تعانيه.
حيث أدى التفجير الانتحاري إلى مقتل أربعة مسلحين وإصابة 6 آخرين. وبحسب المعطيات الأمنية فإن العملية كانت مؤجلة لحين الانتهاء من بؤر التنظيم الإرهابي في بلدات اليادودة وطفس والريف الغربي عموماً.
وكان أشرف تنظيم “داعش” على التفجير الذي استهدف منزل أحد المسلحين السابقين وبحسب الناجين فإن المنفذ يدعى “أبو حمزة السبينة” الذي اقتحم منزلاً في حي الأربعين وفجر حزامه الناسف، وبحسب روايات السكان فإن معظم المصابين والقتلى هم مسلحون سابقون.
وأسهم التفجير بالكشف عن خلايا التنظيم التي يقودها الإرهابي “يوسف النابلسي” والمنحدر من بلدة تل شهاب بريف درعا الغربي، فيما يتحدث آخرون عن ارتباط التنظيم “بأبي طعجة” إضافة إلى آخر وهو “محمد المسالمة” الملقب بالـ”هفو”.
وتشير الأنباء الواردة من الأحياء الجنوبية لمدينة درعا، أن التفجير كان سبباً رئيساً في توجه البوصلة نحو هذه الأحياء، لاجتثاث التنظيم الذي قاد ولايزال، عشرات عمليات الاغتيال والتفجيرات في مدينة درعا، ومناطق أخرى، وسط حالة من التخبط حول الأيادي الخفية التي تعبث بأمن واستقرار المدينة بعد عدة اتفاقات تسوية.
وبعد التفجير تم فرض حظر تجوال، فيما بدأت “مجموعات محلية” وأخرى تابعة لـ “الواء الثامن” بالتوافد إلى مدينة درعا ومداخل أحيائها الجنوبية، تمهيداً لعملية أمنية ربما لن تكون محدودة لاجتثاث التنظيم، الذي على ما يبدو لم يتعلم من درس مدينة جاسم.
ويرى الأهالي أن التنظيم وخلاياه هم المسؤولون عن الفوضى التي تعيشها المدينة، وهو ما يتطلب مزيداً من الحسم للقضاء على التنظيم في ظل تزايد أعداد المنتمين إليه، إضافة لوجود حاضنة تتستر على جرائمه وأفعاله.
يذكر أن المجموعات المسلحة المتهمة بتأييد “داعش” تستعد لمعركة طويلة في محاولة منها لصد العملية الأمنية التي قد تنطلق خلال ساعات، وهو ما يعني دخول الأحياء الجنوبية لدرعا في مواجهة طويلة الأمد نسبياً، من الممكن أن تتطلب تكتيكاً مختلفاً في ظل معطيات مختلفة، وهي توفر حاضنة إلى حد ما للتنظيم وتبارك أفعاله.
تعليق