حظر تجوال حتى نهاية الأسبوع.. العملية الأمنية مستمرة بريف درعا
تستمر العملية الأمنية في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي الغربي وسط استمرار لحظر التجوال وتعطيل العمل بالمؤسسات الخاصة والحكومية بكافة أشكالها.
تواصل المجموعات المحلية من أبناء مدينة جاسم مدعومين بالمعلومات الأمنية والإسناد الناري من الجيش بمواجهة تنظيم داعش الذي ينتشر في المدينة ويتخذ منها قاعدة لعملياته ضد الجيش والمدنيين على السواء.
مصادر محلية أكدت أنه بعد إعلان رفع حظر التجوال المعمول به منذ يوم الجمعة الماضي وعودة المؤسسات لمزاولة نشاطها، أعيد العمل بحظر التجوال حتى نهاية الأسبوع، وذلك على خلفية تجدد المواجهات بين المجموعات المحلية وخلايا التنظيم.
وأفادت المصادر بأنه رغم المواجهات ومقتل نحو 20 من التنظيم ما بين متزعمين وعناصر وأسر آخرين وتفجير عدد من المقرات ومصادرة كميات من الذخائر والعبوات والأحزمة الناسفة إلا أن التنظيم لازال يحتفظ ببعض من قدراته.
وأضافت المصادر أن العملية التي كان متوقعاً لها أن تنتهي في يومين قد تمتد أياماً أخرى بسبب قدرات التنظيم والأعداد الكبيرة لعناصره سواء من أبناء المدينة أو الغرباء الذين يحملون جنسيات عربية.
ورغم محاولة بعض الصفحات المحسوبة على المعارضة نسب العملية للمجموعات التي سوت أوضاعها بعد عام 2018 وتحييد الجيش الذي يحاصر جاسم منذ نحو شهرين والأجهزة الأمنية. إلا أن وقائع العملية تقول ما هو مخالف حيث تؤكد المعطيات أن من نفذ المداهمات على الأرض هي المجموعات المحلية من أبناء جاسم ومجموعات تتبع “الفيلق الثامن” في الريفين الشرقي والغربي التابع إدارياً للأمن العسكري.
وبعد انسحاب مجموعات “الفيلق” في اليوم الثالث لم تتمكن مجموعات جاسم وحدها حتى الآن من إنهاء وجود داعش، وإضافة لذلك فإن المعلومات الاستخباراتية التي بناء عليها بدأت العملية أثمرت عن مقتل وجرح العشرات من التنظيم وأسر آخرين وتدمير مقرات لهم بإسناد ناري من الجيش في حين أن المجموعات المحلية واجهت التنظيم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
ورغم ما تحاوله بعض الصفحات من تصوير المشهد على أنه إنجاز لمقاتلي المعارضة السابقين. تبدو حاضرة أسئلة كثيرة أولها لماذا لم تبدأ هذه العملية في وقت أبكر، ولماذا سمح الأهالي للتنظيم الذي يضم عشرات الغرباء بالتغلغل والانتشار وسكتت المجموعات المحلية على تزايد اعتداءاته ضد الأهالي، بل وترك التنظيم بصمات واضحة على كل جرائمه من خلال الخطف والتنكيل بالقتلى ورميهم على قارعة الطرقات في محيط جاسم.
وبحسب المصادر الأمنية في درعا فإن المهل أعطيت كثيراً للمدينة التي كادت تتحول عاصمة للتنظيم الإرهابي، وأن التحذيرات التي أطلقتها الأجهزة الأمنية للأهالي بوجوب منع دخول الغرباء وأن هناك خلايا بدأت بالانتشار لم تلق آذانا في البداية.
وهو ما سمح للتنظيم بأن يجند أعداداً من أبناء جاسم مستغلاً حالة الفوضى وخروجها عن السيطرة لبسط نفوذه، لذلك استوجب عملاً أمنياً عسكرياً محدوداً دُعيت إليه الفصائل المحلية لتشارك في إنهاء الإرهاب الذي يستهدف الجميع.
تعليق