الاقتتال مستمر بين الجانبين.. آخر تطورات الشمال السوري
بعد اشتباكات استمرت على مدى الأيام الثلاثة الماضية، تمكنت “هيئة تحرير الشام” والفصائل المتحالفة معها وهي “فرقة الحمزة” و”فرقة سليمان شاه” المعروفة بـ”العمشات”، من السيطرة على مدينة عفرين أمس الخميس، ما أدى لانسحاب ما يسمى “الفيلق الثالث” باتجاه بلدة كفرجنة شمال شرقي المدينة، وإلى مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي.
قتلى وجرحى جراء الاشتباكات في قرية كفر جنة
قتل ثلاثة عناصر وجرج تسعة آخرون من “هيئة تحرير الشام”، مساء الجمعة، جراء الاشتباكات الدائرة بين الجانبين في بلدة كفرجنة.
وقال مصدر محلي، إن سيارة تابعة لـ”تحرير الشام” وصلت مساءً إلى مشفى عفرين تحمل قتلى وجرحى جراء الاشتباكات على محور كفرجنة.
وتزامن ذلك مع عبور دورية تابعة لقوات الاحتلال التركي بالدبابات ضمن أحياء مدينة عفرين، لأول مرة، بحسب المصدر.
كما شهدت القاعدة التركية في منطقة كفر جنة استنفاراً عسكرياً بعد ورود أنباء عن سقوط قتلى وجرحى ضمن القاعدة التركية بالتزامن مع تحليق طيران استطلاع تركي في سماء المنطقة، وفقاً للمصدر.
تجدر الإشارة إلى أن بلدة كفرجنة باتت الفاصل الأكبر بين مدينة عفرين، حيث تتمركز “تحرير الشام” ومدينة إعزاز معقل “الجبهة الشامية” والفصائل الأخرى المدعومة تركياً.
عين “تحرير الشام” على أعزاز
بحسب مصادر معارضة، فإن “تحرير الشام” قصفت بالدبابات والمدافع الثقيلة القرى والبلدات بمحيط أعزاز وسط تمهيد مكثف بالرشاشات الثقيلة على المنطقة التي يتمركز داخلها ما يسمى “الفيلق الثالث”.
حيث تعمل “تحرير الشام” على السيطرة على هذه النقاط العسكرية والبلدات بهدف الاقتراب أكثر من بوابة أعزاز.
“الجولاني” يدخل عفرين
قالت مصادر محلية، إن مسؤول “هيئة تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني”، وصل مدينة عفرين بعد ظهر اليوم مع كبار قادة “الهيئة” برتل عسكري ضخم وسط استنفار أمني وعسكري كبير في أحياء مدينة عفرين ومحيطها.
وأضافت المصادر أن الحشود التابعة لـ”تحرير الشام” تأتي بعد اعتمادها مواصلة العمليات العسكرية في المنطقة والسيطرة على مدن اعزاز وغيرها من الريف الشمالي.
فشل المفاوضات
حسب مصادر محلية عقدت جولتين من المفاوضات بين “تحرير الشام” و “الفيلق الثالث” اليوم الجمعة، بهدف التوصل لاتفاق.
ولفتت المصادر، إلى أن قيادة “الفيلق الثالث” رفضت مطلب “تحرير الشام” بإنشاء “قيادة عسكرية موحدة للمناطق المحررة”، إضافة لرفض ترحيل فصيل “جيش الإسلام” إلى منطقتي رأس العين بريف الحسكة وتل أبيض بريف الرقة، ورفض مطالب مدنية لـ”تحرير الشام” تشرف من خلالها على شؤون السكان والقطاعات الاقتصادية المختلفة.
وأرجع ناشطون سبب فشل الاجتماع إلى مطالبة “تحرير الشام” من “الفيلق الثالث” تسلّمها لإدارة المعابر والمفاصل الاقتصادية شمال حلب، مقابل استمرار وجود “الفيلق الثالث” في المنطقة.
صمت تركي عمّا يحدث
يطبق الصمت الكامل على الموقف التركي مما يحدث في عفرين رغم أن تركيا هي القوة المسيطرة فعلياً بشكل أو بآخر في ريف حلب الشمالي، فضلاً عن نفوذها ونقاطها في ريف إدلب، أي أنها صاحبة اليد الطولى على طرفي النزاع.
ويتزامن ذلك مع الحديث الذي جرى مؤخراً عن إمكانية فتح قنوات للحوار بين أنقرة ودمشق وما أبداه المسؤولون الأتراك وفي مقدمتهم رأس النظام التركي رجب طيب أردوغان من تقبّل لحوار قد يعيد العلاقة مع الحكومة السورية.
الأمر الذي يفتح باب التساؤلات حول تأثير التحولات الميدانية الجارية شمالاً، على ملف العلاقات السورية التركية ومحاولات إحيائها بعد قطيعة وعداء لـ 11 عاماً.
المدنيون ضحايا تقلّبات السيطرة
لقد دفع السوريون في الشمال أثماناً باهظة لتناحر الفصائل وتبادل السيطرة بين حين وآخر، واليوم يجدون أنفسهم أمام توسّع جديد لـ”تحرير الشام” المصنّفة على قوائم الإرهاب الدولية، وسط مخاوف من تجدد الانتهاكات بحقهم على غرار ما فعلته بسكان إدلب.
بالمحصلة سيبقى مشهد الشمال السوري ضبابياً جداً لناحية المستقبل ودور الأطراف الدولية اللاعبة بالملف السوري بما يحدث على الأرض.
يذكر أن “هيئة تحرير الشام” تدخلت إلى جانب “فرقة الحمزة” و”فرقة السلطان سليمان شاه” على خلفية اشتباكات بدأت في مدينة الباب وتوسعت إلى مناطق أخرى عقب ثبوت تورط “فرقة الحمزة” باغتيال الناشط “محمد أبو غنوم” وزوجته الحامل.
تعليق