نصر الله: استخراج الغاز من حقل كاريش خط أحمر لحزب الله
أفاد موقع تطورات العالم الاسلامي بأن الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله ألقى كلمة أمام جمع من المعزين في ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع) بمدينة بعلبك اللبنانية.
في بداية حديثه، قدّم السيد حسن تعازيه بأربعين الإمام الحسين للجمهور وقال إن من أهم العِبر يوم الأربعين هو موقف الإمام السجّاد (ع) والسيدة زينب (ع) في مجلس يزيد، الأمر الذي أظهر أنه مهما كانت الظروف صعبة وقاسية، لا يمكن أن تسبب الضعف والاستسلام للمؤمن. وفي هذه المراسم والمناسبات يدرك الإنسان أنه لا ينبغي عليه فقدان الأمل وأن يثق بوعد الله وكانت السيدة زينب (س) كذلك. حيث أنها وفي مجلس يزيد وضمن ظروف صعبة وهي أمام رأس الإمام الحسين (ع) وبروح معنوية فريدة من نوعها ألقت خطبة هزّت الجبال وخاطبت يزيد وقالت له “فإلى الله المشتكى وعليه المعول، فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا”.
وأشار نصرالله إلى مسيرة الأربعين في العراق واعتبرها حدثاً مميزاً وفريداً في التاريخ من حيث حجمه وتعداده، وقال إن إقامة مثل هذا الحدث بمثابة معجزة، وكل المؤامرات والإجراءات، بما في ذلك السيارات المفخخة، لم تستطع أن تمنع مثل هذا الحدث من الحدوث. وخاطب أهل العراق وقال إن المرء يتفاجأ بمستوى الكرامة والتسامح والمحبة التي يتمتعون بها للإمام الحسين (ع) وقد كانوا جميعاً وبكل أطيافهم وفئاتهم في خدمة الزوار، ولكن الإعلام العالمي تجاهل الجميع.
كما وأشار السيد حسن إلى مجزرة صبرا وشاتيلا، وقال إن هذه المجزرة التي وقعت قبل 40 عاماً لم تكن بحق الفلسطينيين فقط، بل بالإضافة إلى 3500 شهيد فلسطيني، استشهد 1900 لبناني. وأكّد أن مجزرة صبرا وشاتيلا هي أكبر وأبشع مجزرة في تاريخ الصراع العربي-الصهيوني، ولم تتم معاقبة مرتكبيها بعد، حيث كان مرتكبوها من بعض الجماعات اللبنانية والتي ارتكبتها متعاونةً مع الكيان الصهيوني.
ومن ثم ورداً على من يقولون: لبناننا يختلف عن لبنانكم، قال الأمين العام لحزب الله اللبناني نعم، مجزرة صبرا وشاتيلا جزء من ثقافتكم والحمد لله لسنا مثلكم. لقد ارتكبتم هذه المجزرة وأيدكم ملطخة بها، وهذا هو وجهكم الحقيقي. ثقافتكم هي ثقافة الموت. أما ثقافة الحياة هي لمن حرر الجنوب دون أن يقتل دجاجة واحدة وعندما حررنا الجنوب لم نقم بالانتقام.
وأكّد نصر الله أن الضمانات الأمريكية لم تدعم لا اللبنانيين ولا الفلسطينيين في مجزرة صبرا وشاتيلا. ولقد توصل الشعب الفلسطيني الآن إلى نتيجة قاطعة مفادها أن المفاوضات غير مجدية وأن خيارهم الوحيد هو المقاومة. ومن يقبل الضمانات الأمريكية فهو كمن يقبل أن يأخذ رجاله ونسائه وأطفاله إلى المسلخ.
وفي إشارة إلى العمليات ضد إسرائيل في الضفة الغربية، قال إن الكيان الصهيوني كان يعتقد أن جيل الشباب الفلسطيني ليس لديه القوة للقتال وأنهم جيل الإنترنت والفيسبوك، وهذه هي النقطة حيث أخطأ العدو في الحساب وواجه مشكلة. نتقدم بأصدق تحياتنا للشباب الفلسطيني عامة وشباب الضفة الغربية بشكل خاص، ونعرب عن امتناننا واحترامنا لشجاعتهم وتمسكهم بقضيتهم ووجودهم في الميدان.
واستكمالاً لخطابه، أشار السيد حسن نصر الله إلى البيان الأخير الذي أصدرته حركة حماس الفلسطينية بشأن استئناف العلاقات بين حماس وسوريا، واعتبره موقف مُتقدم من جانب حماس، وأكد أن سوريا كانت دائماً وستبقى دائماً الداعم الحقيقي لفلسطين والقدس والشعب الفلسطيني.
وتطرق الأمين العام لحزب الله إلى قضية حقل كاريش الغازي وتعدي الكيان الصهيوني على المياه الإقليمية اللبنانية وقال إن المقاومة هي السبيل الوحيد للحصول على الحقوق ولا يمكن تحقيق هذا الهدف بالتسول. وشدد على ضرورة دمج كل قوى المقاومة وقال إن الأمل الوحيد للبنانيين والفلسطينيين والسوريين في الحصول على أرضهم ونفطهم وغازهم وكرامتهم هو المقاومة.
وبشأن ترسيم الحدود البحرية قال نصرالله إن لبنان أمام فرصة ذهبية للقضاء على أزماته الاقتصادية والمعيشية وأزماته الرئيسية بحصاد موارده الموجودة في قاع البحر. ولن نسمح باستخراج النفط والغاز من حقل كاريش حتى يصل لبنان لمطالبه المشروعة. حيث قال المسؤولون الصهاينة إنهم سيبدأون الاستخراج اعتباراً من أيلول \ سبتمبر، لكنهم أوقفوا ذلك. إن بداية استخراج الغاز من حقل كاريش هو خطنا الأحمر. كل تهديدات العدو ليس لها تأثير علينا. ونراقب كاريش وصواريخنا موجهة إلى حقل كاريش.
وقال السيد حسن أعتقد أن الإسرائيليين والأمريكيين وغيرهم لديهم معلومات كافية عن جدية المقاومة ولايتعاطون مع الأمر بسخرية، ولكن إذا فرض علينا صراع فنحن مستعدون لذلك.
وبشأن القرار الأخير لقوات الأمم المتحدة (اليونيفيل)، قال إن هذا القرار لا يصب في مصلحة لبنان بأي شكل من الأشكال وينطوي على مخاطر كثيرة، وإذا كانوا يريدون دفع الأمور بعيداً عن إشراف وقرار الجيش والحكومة البنانيين، فلن يكون الوضع في صالحهم. وقرار اليونيفيل انتهاك لسيادة لبنان ويعتبر فخاً من قبل الكيان الصهيوني.
وفي الجزء الأخير من خطابه، ناقش السيد حسن نصرالله تشكيل حكومة جديدة في لبنان وقال من أجل منع الفوضى، يجب على الجميع التنازل والعمل بصدق لتشكيل الحكومة في الأيام القليلة المقبلة. وشدد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد المحدد، ورحب بالدعوات للحوار والاتفاق على الخيار النهائي، وقال إن رئيس لبنان يجب أن يكون له أعلى قاعدة شعبية ليتمكن من أداء دوره القانوني على أفضل وجه.
كذلك في الجزء الأخير من خطابه، أشار الأمين العام لحزب الله إلى موضوع المساعدات الإيرانية في مجال الطاقة، وقال إن إخواننا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعدوا بمساعدة لبنان في مجال الكهرباء، وسيتجه وفد من وزارة الطاقة قريباً إلى طهران لبحث قضية المساعدات الإيرانية، وقد أعلن الأخوة الإيرانيون عن استعدادهم لمساعدة لبنان والشعب اللبناني منذ اليوم الأول.
تعليق