هل تعود داعش من بوابة خلاياها في ريف درعا الغربي؟
يبدو أن داعش التي تلاشت في عام ٢٠١٨ مع سقوط معاقلها الرئيسة في ريف درعا الغربي وفرار العشرات من إرهابيها إلى المغاور والكهوف في وادي اليرموك إثر هزيمة ألحقها بها الجيش السوري، قد عادت بعد أربع سنوات للنشاط في الريف الغربي من باب خلاياها النائمة.
إذ توالت العمليات الأمنية في كل من طفس واليادودة ومناطق أخرى وأسفرت عن مقتل عدد من متزعميها ومساعديهم ما يعني أن نشاطاً واضحاً لهذه الخلايا بدأ يظهر للعلن.
حيث باتت تترك هذه الخلايا توقيعها وبصماتها بأساليبها المعروفة وهو ما يعني أن أوامر جديدة صدرت لهذه الخلايا بالتحرك عبر عمليات محدودة في مناطق متعددة وبفترات زمنية متقاربة لتظهر وكأنها عمليات انتقامية لا تحمل أي صفة انتماء لجهات متطرفة.
وفي سياق قراءة المشهد العام من تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على أهداف في الجنوب السوري بحجة مواجهة (النشاط الإيراني) في المنطقة تبدو داعش متزايدة النشاط بأوامر من كيان الاحتلال والذي لم ينفك طيلة سنوات الحرب عن مغازلة الإرهاب في الجنوب السوري تارة بالمساعدات الطبية وتارة بالمساعدات العسكرية والأهم هو النشاط الاستخباراتي الإسرائيلي.
وحتى الآن رغم ما يعطيه الواقع من مؤشرات عن داعش، إلا أن العمل العسكري ضدها ليس قراراً متخذاُ.
إذ تعمل الأجهزة الأمنية على توجيه الضربات المحدودة للمتزعمين ومساعديهم كما حصل خلال شهر آب \ أغسطس الماضي حيث تحمل في طياتها هذه الضربات كلفة بشرية ومادية أقل من العمل العسكري وينتج عنها إحداث خلل في بنية هذه الخلايا وإرباك.
ورغم تناقص حدّة العنف في محافظة درعا عموماً ضد الجيش السوري خلال الفترة الماضية، إلا أن أصواتاً كثيرة تطالب بعمل عسكري ضد بؤر الجماعات المسلحة وخلايا داعش لإنهائها كلياً تحت ضغط السلاح بعد سنوات من المحاولات عبر التهدئة وامتصاص ارتدادات الحرب على المجتمع والتسويات التي حاولت إعادة من ضل الطريق إلى جادة الصواب.
تعليق