مستنقع الفساد المالي لعائلة الرئيس الأذربيجاني
يعد الفساد المالي والثروة الطائلة لدى السياسيين دائماً جزءاً ثابتاً من خطط المبلغين عن المخالفات في العالم. حيث أن مقدار الفساد المالي في البلدان التي تسود فيها الأنظمة الديكتاتورية عالٍ دائماً؛ لذلك، قام معارضو إلهام علييف باتهامه أيضاً بالفساد المالي خلال السنوات الماضية حتى أصبح هذا الفساد كبير لدرجة أن الحكومات المضيفة لهذه الأموال فتحت أفواهها أيضاً للاحتجاج. حيث أن مشاهدة اسم إلهام علييف وأعضاء أسرته ضمن قائمة باندورا المعروف بفضح ما يتعلق بأموال السياسيين العالميين هو من أكثر الحالات إثارة للاهتمام. كما وتمت إضافة وثائق لوكسمبورغ وفرنسا إلى هذه القائمة اللانهائية.
ما هي وثائق باندورا؟
عمل الاتحاد الدولي للصحافة الاستقصائية (ICSG) وقناة بي بي سي وصحيفة الجارديان الإنجليزية على هذه الوثائق بالتعاون مع 650 مراسلاً صحفياً من 117 دولة. حيث تم دراسة وثائق 12 مليون ملف تم تسريبها من الملاذ الضريبي لـ14 شركة مالية وقانونية في جزر فيرجن البريطانية وبنما وبليز وقبرص والإمارات وسنغافورة وسويسرا بحجم يقارب الـ3 تيرا بايت.
حيث يوثق باندورا عن مالكي 95 ألف شركة ينتمون إلى 300 شخصية سياسية، من بينهم 35 من القادة السابقين والحاليين.
العلاقة بين علييف وباندورا
أعلن مركز أبحاث الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP) أنه: اكتشف ما مجموعه 84 شركة بحرية غير معروفة والتي تم تسجيلها سابقاً في جزر فيرجن البريطانية والتي يمتلكها علييف وشركاؤه منذ عام 2006.
حيدر، هو الابن الوحيد لإلهام علييف، وقد سجل أول شركة بحرية في سن الحادية عشرة. كما وأصبحت آرزو، الابنة الصغرى لرئيس أذربيجان، مالكة لشركة بحرية في سن التاسعة عشرة. ويقول هذا المركز عن دور هذه الشركات في غسيل الأموال: تلقت ما لا يقل عن ثماني شركات من هذه العائلة عدّة ملايين من الدولارات من غسيل الأموال وأنظمة تحويل الأموال الواسعة التي تم اكتشافها في وقت سابق.
ويذكر هذا المركز في تقريره: علييف أغلق بعض هذه الشركات الخارجية وباع بعضها في السنوات الماضية. ويقول هذا المركز عن حجم التحويلات المالية القذرة: منذ عام 2017 قام علييف بتحويل ما يقارب الـ191 مليون دولار من العقارات إلى صندوق سري.
كما واشترى إلهام علييف وأقاربه المقربون عقارات في العاصمة البريطانية، لندن، بقيمة 400 مليون جنيه إسترليني، ثم قاموا ببيعها للعائلة المالكة البريطانية. وتُعرف هذه المباني بالممتلكات الملكية وبلغت أرباح الصفقة 31 مليون جنيه إسترليني.
حيث تتم إدارة مجموعة الممتلكات الملكية لملكة إنجلترا من قبل وزارة المالية في هذا البلد ويتم إنفاق دخلها للأغراض العامة.
وقام تورال صادقلي ومدير موقع “Azadsoz.info” المقيم في لندن بنشر صور هذه المباني الأربعة في لندن بعنوان شارع كانديو رقم 5660.
غسيل الأموال في لوكسمبورغ
في إشارة إلى تصريحات إلهام علييف الأخيرة ضد وزير خارجية لوكسمبورغ، قال تورال صادقلي في Azadsoz.info: قال إلهام علييف في كلمة له إن مساحة المناطق المحررة في قره باغ تبلغ أربعة أضعاف مساحة لوكسمبورغ. حيث إن استياء علييف وكراهيته للبلدان الأخرى ليس بسبب أذربيجان، ولكن لأن لوكسمبورغ حالت دون استمرار الجرائم المالية. حيث يواصل مكتب المدعي العام في هذا البلد التحقيق في غسل الأموال وتحويل الأموال من قبل عائلة إلهام علييف. وقد قامت المصارف الأمريكية بمراقبة التحويلات المالية لابنتي رئيس أذربيجان وأبلغت مركز مراقبة الأسواق المالية في لوكسمبورغ.
ويقول موضحاً العلاقات السرية لأفراد عائلة رئيس أذربيجان: إن حكومة لوكسمبورغ تحقق في مصرف “هافيلاند” منذ عام 2018 واتضح أن عائلة إلهام علييف غسلت أموالاً من خلال هذا المصرف. حيث فتحت ليلى الابنة الكبرى وآرزو الابنة الصغرى لرئيس أذربيجان، خمسة حسابات في هذا المصرف، وتم تحويل أموال الشعب الأذربيجاني إلى هذا المصرف بوسائل غير مشروعة. وقد كان حجم هذا الفساد كبيراً لدرجة أنه تم تغريم مصرف هافيلاند بأربعة ملايين يورو وتم إغلاق هذه الحسابات.
ويعود تاريخ العلاقة المالية لعائلة علييف إلى عام 2008، عندما سافر ديفيد وكوناتان رولاند، رئيسا هذا المصرف، إلى باكو مع الأمير أندرو (من العائلة المالكة البريطانية) والتقوا بإلهام علييف.
وكانت وكالة الأنباء الأمريكية بلومبرغ قد أفادت أنه في عام 2008 وبعد هذه الرحلة قاموا بتحويل خمسة ملايين دولار إلى أحد الحسابات الخاصة. وفي عام 2014، اشترى مصرف هافيلاند أحد المصارف في جزر الباهاما حيث كان لدى ليلى وآرزو علييف حساب فيه. وقال مركز مراقبة الأسواق المالية في لوكسمبورغ (CSSF) إن بنات علييف أقرضن المال من خلال ذات المصرف إلى “ميخائيل غوتشرييف”، وهو مواطن من أصول إنغوشية من روسيا وصاحب “نفط الروس” و “نفتيسا”. وادعى غوشرييف أنه لا يعرف بنات علييف وليس له علاقة اقتصادية مع والدهم. حيث تثبت المستندات عكس هذا الموقف وأن بنات علييف تربطهم به علاقة عمل كبيرة. والآن لدى ميخائيل غوتشرييف 16 بئراً نفطياً في أذربيجان، والتي تم نقلها إلى شركة نفط الروس في عام 2009.
لماذا علييف مستاء من أمريكا وفرنسا
يعتبر تورال صادقلي أن القضايا المالية هي سبب استياء إلهام علييف من أمريكا وفرنسا ويقول حول تصريحات المسؤولين الأذربيجانيين ضد هذه الدول: انتقد حكمت حاجي أوف، مساعد الرئيس الأذربيجاني، غياب سفراء هذه الدول في شوشا وأعزا السبب لدعم الأرمن. ويأتي هذا بينما تحقق أمريكا وفرنسا في الجرائم المالية لإلهام علييف، حيث تم كشف وفضح ملكية 50 مليون دولار لشقيقة إلهام علييف “سويل علييف” في العاصمة الفرنسية، باريس.
ويقول تورال صادقلي أيضاً حول إعادة إعمار قره باغ وجني الأموال لزيادة ثروة الرئيس: اليوم تشارك شركات عائلة علييف في إعادة إعمار المناطق المحررة في قره باغ، فدماء شهداء هذه الحرب تدر بالمال على هذه العائلة.
تعليق