منافسة ندّية بين روسيا والغرب في القوقاز
توجّه رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلى أرمينيا في رحلة غير معلنة وغير متوقعة والتقى بمسؤولي هذه الدولة. وبعد ثلاثة أيام من ذلك، زار رئيس المخابرات الخارجية الروسية، أرمينيا. وبالنظر إلى التطورات الأخيرة في المنطقة، يبدو أن المنافسة السياسية والعسكرية بين روسيا وأمريكا امتدت إلى القوقاز.
زيارة رئيس وكالة المخابرات المركزية (CIA) إلى أرمينيا
زار وليام بيرنز، رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، أرمينيا يوم الجمعة (15 تموز \ يوليو) دون إعلان مسبق. وهذا الخبر نشرته وكالة سبوتنيك للأنباء. ولم ترد أي معلومات عن تفاصيل اجتماعات بيرنز مع رئيس الوزراء نيكول باشينيان والمسؤولين الأرمنيين رفيعي المستوى.
القلق الروسي من تواجد رئيس الـ(CIA) في يريفان
بعد ثلاثة أيام من زيارة رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلى أرمينيا، زار سيرغي ناريشكين، رئيس وكالة الاستخبارات الخارجية الروسية، أرمينيا. وعقد سيرغي ناريشكين يوم الاثنين الموافق للـ18 من تموز \ يوليو اجتماعات منفصلة مع رئيس الوزراء والمسؤولين الأرمن.
حيث تعتبر زيارة رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسية إلى العاصمة الأرمينية، يريفان، مهمة للغاية. كما وأن تفاصيل هذه الاجتماعات غير معروفة. حيث تُقيم وسائل الإعلام هذا الاجتماع على أنه رد فعل روسي وقلق من تأثير الأجهزة الأمنية الأمريكية في أرمينيا.
اجتماع وزيري خارجية أذربيجان وأرمينيا
التقى وزيرا خارجية أذربيجان وأرمينيا جيحون بيراموف وأرارات ميرزويان وتباحثا مع بعضهما البعض في العاصمة الجورجية، تبليسي. وقد تمت مناقشة مجموعة واسعة من العقبات لكلا الجانبين في هذا الاجتماع. وكان ترسيم الحدود، وإعادة فتح طرق الوصول من أذربيجان إلى نخجوان، وموعد انسحاب ما تبقى من قوات الجيش الأرميني في قره باغ، ومصير أسرى الحرب الأرمن في أذربيجان، ومصير الأرمن في هذه المنطقة من بين القضايا التي ناقشها الجانبان. كما وإن أهم قضية تواجه هذه المفاوضات هي ممر زانغه زور في جنوب أرمينيا، وهو المطلب الرئيسي لأذربيجان من الجانب الأرمني لتطبيع العلاقات.
جدير بالذكر أن هذا هو الاجتماع الأول لوزراء الخارجية بعد حرب قره باغ الثانية. وقد قيّم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين هذا الاجتماع بشكل إيجابي من خلال تغريدة، مما يوضح مدى أهمية التسوية بين البلدين بالنسبة للولايات المتحدة.
الإعلان عن موعد انسحاب الجيش الأرمني من قره باغ
أعلن رئيس مجلس الأمن القومي الأرميني، أرمين غريغوريان، أن القوات المتبقية من الجيش الأرمني والميليشيات الأرمينية ستغادر المناطق الخاضعة لسلطتهم في قره باغ (ناغورنو كاراباخ / داغليق كاراباخ / أرتساخ) حتى نهاية أيلول \ سبتمبر من هذا العام (نهاية الصيف).
وقد أثار إعلان موعد انسحاب الجيش الأرمني قلق المسؤولين في حكومة الأمر الواقع الأرمينية وأهالي هذه المنطقة.
خطة العودة الكبرى في قره باغ
بدأت الحكومة الأذربيجانية يوم الثلاثاء (19 تموز \ يوليو) في إعادة توطين 58 لاجئاً من حرب قره باغ في منطقة زنغلان المتاخمة لإيران. كما وعدت الحكومة الأذربيجانية بعودة 41 عائلة من قريتين في هذه المنطقة إلى ديارهم وأطلقت على هذا المشروع اسم العودة الكبرى. ومكان إقامة العائدين هو أيضاً القرى الذكية التي أعادت الشركات الإسرائيلية إعمارها.
وتقع زنغلان، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 30 ألف نسمة، على حدود أرمينيا وإيران، وتقع في الجنوب الغربي من قره باغ. جدير بالذكر أن هذه المنطقة كانت محاصرة من قبل الجيش الأرمني والميليشيات الأرمنية خلال حرب 1993 بعد قطع خطوط الدعم بشكل كامل. حيث نجا المدافعون الأذربيجانيون والشعب لعدة أشهر بمساعدة إيران. وبعد إنكسار مواقع المدافعين، دخل المدنيون والميليشيات والجنود الأذربيجانيون إلى إيران بدعم من مدفعية الجيش الإيراني عبر نهر آراس.
الطاقة الأذربيجانية توجه صدمة إلى روسيا
وقعت أذربيجان أول عقد للطاقة لها مع الاتحاد الأوروبي خلال هذا العام. حيث وقعت السيدة أوزولا فوندرلاين، رئيسة المفوضية الأوروبية الألمانية، عقد الغاز خلال زيارتها إلى العاصمة الأذربيجانية، باكو. ووفقاً لهذه الاتفاقية، ستزيد أذربيجان صادرات الغاز إلى أوروبا إلى 20 مليار متر مكعب سنوياً بحلول عام 2027. وسوف يستورد الاتحاد الأوروبي 10 مليارات متر مكعب من الغاز من أذربيجان كل عام اعتباراً من عام 2020. وبصرف النظر عن هذه الكمية، فإن بلغاريا أيضاً هي مشترٍ لمليار ونصف المليار متر مكعب من الغاز الأذربيجاني.
حيث دقت الزيادة في صادرات الغاز الأذربيجانية ناقوس الخطر بالنسبة لصادرات روسيا الاتحادية. فروسيا تصدر 60 مليار متر مكعب من الغاز إلى الاتحاد الأوروبي سنوياً، ويعتبر الإجراء الأذربيجاني بمثابة استحواذ على ثلث حصة الروس في سوق الاتحاد الأوروبي.
تعليق