كهرباء حلب برعاية شركة إيرانية.. من هي؟
افتتح الرئيس السوري بشار الأسد يوم الجمعة، المجموعة الخامسة من المحطة الحرارية شرقي حلب والتي أعاد تأهيلها مهندسون سوريون بالتعاون مع شركة “مبنا” الإيرانية، والتي ستولد ٢٠٠ ميغا واط لتغذية محافظة حلب بالطاقة الكهربائية.
كما اطلع الرئيس الأسد على أعمال إعادة التأهيل الجارية في بقية مجموعات التوليد الأربع والتي ستوضع في الخدمة أيضاً بعد انتهاء أعمال الإصلاح والإنشاء.
الرئيس الأسد وصف الكادر العامل في المحطة بأنهم “أبناء الميدان”، وعبّر لهم عن الفخر بجهودهم وتفانيهم وإخلاصهم، معتبراً أن محافظة حلب عانت جراء الإرهاب والتخريب أكثر من المحافظات الأخرى وبالتالي من حق أبناء حلب أن يكونوا المستفيد الأكبر من إصلاح المحطة.
وأشار الرئيس الأسد أن المحطة الحرارية أصلحت بخبرات محلية وبمساعدة الأصدقاء الأوفياء لسورية (مشيراً لشركة مبنا).
من جانبه لفت محمد سماقية مدير الشركة العامة لتوليد الطاقة الكهربائية بحلب إلى استمرار العمل بإعادة تأهيل المجموعة الأولى لوضعها بالخدمة مع نهاية العام لترفد بدورها الشبكة الكهربائية بكمية 200 ميغاواط من الكهرباء منوهاً بتجاوز المعوقات التي صادفت العمل وأهمها صعوبة تأمين القطع التبديلية جراء الحصار الاقتصادي الجائر على سورية.
وتعتبر محطة حلب الحرارية رافعة كبيرة ومهمة في شبكة الكهرباء السورية، حيث كانت تُنتج قبل الحرب 1100 ميغاواط، أي أنها ستحدث تغييراً في موضوع الكهرباء إذا ما عادت لكامل طاقتها الإنتاجية.
من هي مبنا؟
مجموعة “Mapna” هي شركة هندسية إيرانية وتضم في الواقع مجموعة من الشركات النشطة في مجال إنشاء محطات الطاقة والبنية التحتية وخطوط أنابيب الغاز والحفر والنقل بالسكك الحديدية.
تأسست “Mapna” في 12 آب \ أغسطس 1993، وتقدم لعملائها 60 منتج متنوع و 85 نوع من الخدمات المختلفة، لذلك تعد أول شركة مقاولات عامة رائدة في الشرق الأوسط لمحطات الطاقة الحرارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تتوزع مكاتب “Mapna” في إندونيسيا والعراق وسورية وسلطنة عمان والجزائر، وتشارك الشركة في الأنشطة التجارية في بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا.
محطة حلب ليست الوحيدة
أعلنت الحكومة السورية صيف العام الماضي أن هناك مفاوضات مع شركة إيرانية لتأهيل مجموعات توليد محطة محردة على أساس المقايضة بالفوسفات.
كما أشار وزير الكهرباء، غسان الزامل، في نيسان / أبريل 2021، عن تعاقد مع إيران بقيمة 124 مليون يورو، لتأهيل عدد من المحطات الكهربائية.
وفي سياق متصل، في نهاية العام الماضي، جرت العديد من الاجتماعات انتهت باتفاقات بين المؤسسة العامة للإسكان، وشركة “لاسازة غستران ولاية مدار” الإيرانية، ويبحث من خلالها آلية تطوير العمل المشترك، في مجال بناء الوحدات السكنية المزودة بالطاقة الشمسية، وذلك من خلال صندوق دعم استخدام قانون الطاقة المتجددة لدى وزارة الكهرباء، والذي صدر بقرار من الرئيس السوري بشار الأسد في 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2021.
وذكرت عدة تقارير صحفية، إلى أن إيران تبذل جهوداً مستمرة ومتكررة في سورية، من أجل إيجاد مشاريع اقتصادية طويلة الأمد، من بينها مصنع الطاقة البديلة ومعمل لتصنيع الحديد الاسفنجي وتطوير القضبان.
أثر الحرب على التوليد
تعرضت سوريا نتيجة الحرب إلى خسائر كبيرة في قطاع الكهرباء، فكان الإنتاج قبل الحرب قرابة (9500 ميغا واط) وكان يصدّر منه أكثر من 1000 ميغا واط إلى الخارج، لكن بسبب الحرب انخفض الإنتاج تدريجياً في عام 2021 إلى 2500 ميغا واط، وثم انخفض في بداية عام 2022 إلى 2000 ميغا واط.
خسائر محطات التحويل
كانت في سوريا قبل الحرب، 13 محطة تحويل باستطاعة 400 كيلو واط، تم تدمير 6 محطات منها وتم إعادة 3 منها إلى الخدمة أي تعمل حالياً (10) و 3 خارج الخدمة، وكان يوجد 82 محطة تحويل 230 كيلو فولط، حيث تم تدمير 35 محطة منها وتم إعادة أكثر من 17 محطة إلى الخدمة من المتضررة (أي تعمل حالياً 64 محطة)، أمّا محطات التحويل 66 كيلو فولط، قبل الحرب كان يوجد 345 محطة، تم تدمير 132 محطة منها.
خسائر في مراكز تحويل وخطوط النقل
كان يوجد في سوريا أكثر من 60 ألف مركز تحويل قبل الحرب تم تدمير قرابة الـ15 ألف مركز تحويل منها، وتم إعادة قسم كبير منها إلى الخدمة، أمّا فيما يتعلق بخطوط نقل، كان يوجد 19 خطاً 400 كيلو فولط، 13 خطاً منها تعرضت للتدمير، وكان يوجد 163 خط 230 كيلو فولط، تم تدمير 91 خطاً منها.
تعليق