سفير إيران لدى روسيا يزور الشيشان!
أفاد موقع تطورات العالم الاسلامي بأن كاظم جلالي، سفير إيران لدى روسيا الاتحادية التقى بالرئيس الشيشاني رمضان قديروف خلال زيارته لجمهورية الشيشان يوم الثلاثاء 21 حزيران \ يونيو.
وخلال هذه الرحلة، التقى كاظم جلالي بداية مع ميجيوف مفتي (الزعيم الديني) لجمهورية الشيشان المتمتعة بالحكم الذاتي. كما ورحب الرئيس الشيشاني رمضان قديروف وحكومته بجلالي يوم الأربعاء 22 حزيران \ يونيو. حيث تم بحث التعاون في المجالات الثقافية والاقتصادية والسياحية وغيرها من الموضوعات التي ناقشها وفود الجانبين.
و هذه هي الزيارة الرسمية الأولى لوفد إيراني إلى الشيشان منذ نهاية الاتحاد السوفياتي. وكان كاظم جلالي قد سافر من قبل إلى فلاديفوستوك للمطالبة بإعادة فتح القنصلية الإيرانية السابقة في هذه المنطقة.
الشيشان أرض مفقودة
جدير بالذكر أن الشيشان هو اسم شعب قوقازي صغير وقد تم التنازل عنها لروسيا القيصرية في القرن الثامن عشر بعد هزيمة إيران بموجب معاهدة غلستان إلى جانب مناطق أخرى من القوقاز.
إعلان الاستقلال
بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، أعلنت جمهورية إشكيريا الشيشانية المتمتعة بالحكم الذاتي استقلالها في استفتاء عام 1991 على طول الحدود الجورجية، وأصبح جوهر دوداييف رئيساً بحكم الأمر الواقع “دي فكتو”. وفي النهاية، أدت الحرب الأهلية في هذه المنطقة إلى انفصال الإنغوش في عام 1992، حيث انضموا إلى الحكومة الفيدرالية الروسية.
حرب الشيشان الأولى
رئيس روسيا الاتحادية آنذاك، بوريس يلتسين، لم يعترف أيضاً بهذا الاستقلال وهاجم غروزني في عام 1994. كما واشتبكت القوات المسلحة للرئيس السابق أحمد قديروف والد رمضان قديروف مع حكومة الأمر الواقع الشيشانية، وانتقل دوداييف لجنوب هذه المنطقة. حيث قُتل جوهر دوداييف في 21 نيسان \ أبريل 1996، في غارة جوية روسية على سيارته الشخصية. وتولى مكانه سليم خان ياندرباييف، وتمكنت القوات حكومة الأمر الواقع من استعادة غروزني من الجيش الروسي في نهاية الحرب الشيشانية الأولى في آب \ أغسطس 1996.
حرب الشيشان الثانية
تولى أصلان مسخادوف قيادة المستقلين عام 1997 بعد انتخابات هيئة الأركان العسكرية. ووقع معاهدة سلام خاسافيورت مع الحكومة الروسية وكان يعتقد أن الحكومة الفيدرالية الروسية ستعترف باستقلال هذه المنطقة بشكل رسمي. وقد كان على تواصل مع القاعدة ووهابية طالبان في أفغانستان. حيث تسبب دخول القوات الوهابية في استياء شعبي. كما وأدى دخول القوات الوهابية وإعلان إمارة القوقاز الإسلامية ونفوذها في داغستان إلى هجوم روسي آخر في 26 آب \ أغسطس 1999، وسقطت غروزني في 31 أيار \ مايو 2000 بعد حصار.
وقامت روسيا بتعيين أحمد قديروف رئيساً للجمهورية التابعة للحكومة الفيدرالية. وبعد ذلك استمرت التوترات من عام 2000 وحتى عام 2009، مما أدى إلى اندلاع حرب عصابات واسعة النطاق مع الشرطة المحلية ووحدة قاديروفسكي والجيش الروسي. وكان أصلان مسخادوف ضحية أخرى لهذه الحرب. وقد تمت محاصرته وقتل في آذار \ مارس 2005 خلال عملية للقوات الخاصة الروسية في شمال الشيشان. وتبعه رؤساء الحكومة المنفيين، عبد الحليم سعد الله أوف حتى عام 2006 ودوكو عمروف حتى عام 2014.
نهاية حكومة المستقلين
كانت الحرب الثانية عنيفة حتى عام 2009، وعلى الرغم من الخسائر الفادحة في صفوف المسلحين الحكوميين في المنفى، إلا أن خسائر فادحة أُلحقت في صفوف الجيش وقوات وزارة الداخلية الروسية والشرطة ووحدة قاديروفسكي في جمهورية الشيشان. وخلال العام ذاته، تراجعت هجمات مسلحي الاستقلاليين بسبب الضربات الروسية. ويمكن القول أن هذه الحكومة فقدت السيطرة عملياً في العديد من المناطق في هذا العام.
وقد زحف عدد كبير من المقاتلين الشيشان على جورجيا ووادي بانكيسي. وهي قاعدة على حدود روسيا الاتحادية يتسللون منها من وقت لآخر.
حيث انتهت الحرب داخل الشيشان بإعلان وزير خارجية حكومة المستقلين أحمد زكاييف. وذكر أن قوات الإمارة الإسلامية الشيشانية يجب ألا تطلق النار على الشرطة والقوات الشيشانية وأن لا يقتل الشيشان بعضهم البعض. كما وقلّص الجيش الروسي من وجوده العسكري، وبدأت إعادة الإعمار في ذلك الوقت.
هجمات في عمق الأراضي الروسية
لكن الهجمات دخلت مرحلة جديدة وامتدت إلى الأراضي الروسية. حيث أن تفجير مطار موسكو، واحتجاز الرهائن في مسرح موسكو، وتفجير مترو موسكو، والهجوم على البرلمان الشيشاني، وأعمال أخرى من هذا القبيل أدّت إلى هجمات واسعة النطاق على المدنيين.
و كانت جمهورية إيران الإسلامية أحد الأطراف التي دعمت جوهر دوداييف من حيث وسائل الإعلام واللوجستيات. وأدى دعم إيران للشيشان، إلى جانب حربي قره باغ والبوسنة، إلى توتر العلاقات مع روسيا الاتحادية، وكانت مصالح البلدين متضاربة. حيث أن سفير موسكو في ذاك الوقت، احتجاجاً على خطبة صلاة الجمعة، خاصة في المناطق السنية في إيران، أعلن أن إيران دعت المتمردين بالمناضلين من أجل الاستقلال. وعندما حل ياندرباييف مكان مسخادوف، قطعت العلاقات بين إيران والحكومة الشيشانية المنفية بسبب الفكر الوهابي…
و لكن يبدو الآن أن توسيع العلاقات في شمال القوقاز هو على جدول خطط جمهورية إيران الإسلامية.
تعليق