لقاء الحمار الديمقراطي مع البقرة الحلوب و معتمر قلنسوة حيفا
دراسة أبعاد وأهداف زيارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” إلى غرب آسيا ولقائه مع زعماء السعودية وإسرائيل
وفقاً لمكتب الرئاسة الأمريكية، سيسافر الرئيس الأمريكي “جوزيف بايدن” إلى الضفة الغربية وفلسطين المحتلة ومن ثم إلى السعودية في الفترة من 13 إلى 16 تموز \ يوليو. وهذه هي الزيارة الأولى لبايدن للسعودية وفلسطين المحتلة منذ توليه الرئاسة، حيث وصفها كل من وسائل الإعلام الصهيونية والمسؤولين الصهاينة بأنها “تساعد على تعميق علاقات إسرائيل مع العالم العربي”.
حيث شدد المسؤولون الإسرائيليون خلال اللقاءات السابقة مع رؤساء الحكومة الأمريكية، على أن العلاقات الأمريكية مع الدول العربية ذات أهمية كبيرة لإسرائيل، ومن هذا المنطلق، بإمكان الأمريكيين تمهيد الطريق لتطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية.
وبالنظر لهذه المعلومات والتكهنات الأخرى، فإن أبعاد وأهداف رحلة بايدن إلى فلسطين المحتلة والسعودية هي كما يلي:
1- تعزيز مواقف حكومة نفتالي بينيت:
تأتي زيارة بايدن لإسرائيل في الوقت الذي يتعرض فيه حزب يمينا، الداعم الرئيسي لحكومة نفتالي بينيت في الكنيست، لانتقادات ضخمة من المعارضة كما وأن مناقشة كيفية حلهم للقضايا الأمنية جعل تحالفهم في الكنيست هشاً. ومن ناحية أخرى، تسببت التهديدات بشن هجمات من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية وحلفائها في العديد من المشاكل الأمنية والعسكرية لإسرائيل. لذلك يحاول بينيت منع إجراء انتخابات داخلية والحفاظ على حكومته من خلال دعم بايدن لسياساته.
2- حاجة الولايات المتحدة للوقود السعودي:
أدى ارتفاع أسعار البنزين، ومحادثات إيران النووية، ونفوذ الصين المتنامي في السعودية، والتأثيرات الناتجة عن حرب أوكرانيا إلى أن يصل بايدن والديمقراطيين الأمريكيين إلى نتيجة مفادها أن تجاهل السعوديين، وخاصة محمد بن سلمان، ليس في مصلحة الولايات المتحدة وعليهم التخلي عن سياساتهم السابقة في معاقبة ولي العهد السعودي على اغتيال خاشقجي وغض النظر عن انتهاكات حقوق الإنسان الواسعة النطاق، وعليهم احتضان ولي العهد. بالطبع، قبل كل ذلك زادت السعودية بالفعل من إنتاجها النفطي في أوبك بلس ووافقت على وقف إطلاق النار في اليمن لإثبات حسن نيتها بما يتماشى مع السياسات الأمريكية الأخيرة. كما وأنهم دعموا دائماً المواقف الأمريكية ضد إيران وأنفقوا الأموال لتعزيز وتحقيق الأهداف الأمريكية في غرب آسيا.
ومن ناحية أخرى، فإن الملك سلمان ليس في حالة صحية جيدة ووفاته في هذه الحالة تضع حكم محمد بن سلمان في ظل المنافسة مع الأمراء السعوديين الآخرين الأمر الذي يأرق ولي العهد. لذلك، فإن رحلة بايدن إلى السعودية ضرورية أيضاً ويمكن أن تلبي احتياجات الجانبين.
3- تشكيل تحالف ضد إيران:
بحسب بعض المحللين الغربيين، قد يحضر بايدن الاجتماع المقبل لمجلس التعاون الخليجي في جدة. ويعتقدون أن هذا الاجتماع فعال في تشكيل تحالف بين الدول العربية وإسرائيل ضد إيران، وأن على الولايات المتحدة أن تلعب دوراً محورياً في هذه القضية؛ وذلك لأن استراتيجية التفاوض لن تؤدي إلى كبح جماح القوة النووية الإيرانية، والطريقة الوحيدة لمواجهة التهديد الإيراني هو تشكيل تحالف إقليمي بين إسرائيل والدول العربية. وفي هذا الصدد، أعلنت بعض وسائل الإعلام الصهيونية والأجنبية أنه خلال زيارة بايدن، سيعقد اجتماع بحضور مسؤولين من السعودية وإسرائيل وعدة دول عربية أخرى، وسيناقشون خلاله موضوع مواجهة التهديد الإيراني في المنطقة. كما وشددوا على أن القضية نوقشت أيضاً خلال زيارة وزير الحرب الإسرائيلي “بيني غانتس” للولايات المتحدة الشهر الماضي، وأن “التعاون الأمني لحلفاء أمريكا في المنطقة ضد إيران” على رأس جدول الأعمال المشترك.
4- حرب اليمن:
هي خطوة أخرى محتملة من جانب بايدن في السعودية وهي إعلان نهاية الحرب اليمنية، وفي الواقع، إنقاذ التحالف السعودي من المستنقع اليمني. وبإعلانهم وقف إطلاق النار وتشكيل المجلس الرئاسي للحكومة اليمنية المستقيلة برئاسة رشاد العليمي، مهدوا الطريق لإنهاء الصراع العسكري وبداية خطتهم السياسية حسب زعمهم. كما وزعمت رويترز أن محادثات جرت بين السعوديين وأنصار الله بشأن اتفاق طويل الأمد بشأن الضربات الجوية وأمن الحدود وهو أمر لم يتم تأكيده رسمياً من قبل أي من الجانبين. ولكن إذا كان هذا صحيحاً، فإنه يُظهر رغبة السعودية في إنهاء الصراع العسكري مع أنصار الله.
بغض النظر عن هذه القضايا، فإن زيارة بايدن لها جانبان رئيسيان: زيادة إنتاج النفط السعودي وتطبيع العلاقات مع إسرائيل. ولكن القضية الجوهرية هي أنه تحت أي شروط وفي مقابل ماذا، سيوافق محمد بن سلمان على مطالب الولايات المتحدة.
تعليق