رأي: تغيير في الهيكل التشغيلي لداعش
بعد الهزائم المتتالية لداعش وانتهاء حكم الجماعة الإرهابية، تبنى كبار قادة التنظيم استراتيجية “الذئب المنفرد” لبعض الدول.
في نظرية “الذئب المنفرد”، يصبح الشخص العادي أو العنصر الوطني إرهابيا فرديا في المجتمع من خلال تلقي تدريبات مختلفة عبر الشبكات الاجتماعية. هؤلاء الأفراد ليس لديهم صلة واضحة بالجماعات الإرهابية أو الجماعات التابعة لها ويعملون بمفردهم، مما يجعل من الصعب على قوات الأمن التعرف عليهم.
ومع ذلك، في العراق وسوريا، نظرا لوجود عدد كبير من عناصر داعش، لم يتم تنفيذ هذه الاستراتيجية وتم تقسيم قوات داعش في هذين البلدين إلى مجموعات من ثلاثة إلى خمسة أشخاص (تتم إدارتها بشكل لامركزي). تسمى هذه الجماعات بالخلايا السرية لداعش، والتي تعيش بشكل رئيسي في صحراء العراق وسوريا، وحتى بين الناس العاديين.
تم إنشاء هيكل جديد في داعش بمقتل أبو إبراهيم القرشي زعيم داعش المخلوع، في غارة عسكرية أمريكية على مدينة أطمة بمحافظة إدلب السورية، وتعيين أبو الحسنة الهاشمية القرشي كزعيم جديد للجماعة الإرهابية.
وبحسب بعض المعلومات غير الرسمية، أمرت نواة قيادة داعش جميع القوات التابعة لها بعدم تنفيذ عمليات دون تنسيق مع القادة.
وهذا يدل على أن جماعة داعش، في البلدان التي يوجد فيها لداعش قائد ميداني لعناصرها، لم تنفذ استراتيجية “الذئب المنفرد” ويتم تنفيذ جميع الإجراءات في إطار أوامر السلطات العليا.
بعد هذا القرار، زادت اتصالات عناصر داعش مع سلطاتهم العليا، وتم تبادل معظم التنسيق والأوامر والرسائل عبر الشبكات الاجتماعية.
بالنظر إلى الاتصالات المتزايدة لعناصر داعش مع القادة، فهذه هي أفضل فرصة لقوات الأمن العراقية والسورية لتتبع وتحديد مكان وجودهم والحصول على مزيد من المعلومات من قادة داعش.
من خلال تغيير استراتيجيتها، يبدو أن داعش قد استدعت قواتها السرية، التي تعيش بين الناس والمدنيين، وتحاول توجيه ضربات أشد على القوات الأمنية والعسكرية في العراق وسوريا من خلال تشكيل المزيد من مجموعات حرب العصابات.
ليس من غير المعقول توقع قيام عناصر داعش، بدعم استخباراتي ولوجستي من الغرب، بأعمال مثل الهجوم على سجن غويان في محافظة الحسكة السورية، والاغتيالات والتفجيرات في قلب البلدان، والتخطيط للاستيلاء على مناطق استراتيجية.
وبمرور الوقت، سيتضح في أي البلدان ألغت جماعة داعش استراتيجية “الذئب المنفرد” أو نفذتها، وما هي استراتيجية داعش الجديدة لبقائها في المنطقة.
تعليق