شهباز شريف؛ تعرّف على رئيس وزراء باكستان الجديد بشكل أفضل!
“ميان محمد شهباز شريف” هو زعيم حزب الرابطة الاسلامية فرع نواز (حزب اليمين المعتدل الباكستاني) وشقيق رئيس الوزراء الباكستاني السابق “نواز شريف”. وكان مرشحاً لئاسة الوزراء منذ عام 2017 وقد تولى زعامة معارضي عمران خان خلال التوترات الأخيرة.
حيث أدى انتخاب “شهباز شريف” رئيساً لوزراء باكستان إلى أن تكون ادعاءات رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان بشأن المؤامرة الأمريكية في باكستان وارتباط الأحزاب المعارضة له بالغرب، أكثر وضوحاً. ولكن كقضية رئيسية يجب ألا يغيب عن الأذهان أن قرارات المؤسسة الأمنية للسيادة الباكستانية فعالة للغاية في تشكيل السياسات الكلية للبلاد. وتحاول وكالة الاستخبارات الباكستانية (ISI)، تحت رعاية ونفوذ بريطانيا والولايات المتحدة، التأثير على الوضع في المنطقة وهي دائماً تتعامل بذكاء مع عدم الانسجام مع البعض مثل عمران خان. لذا فإن جذر المشكلة يكمن في أساس تشكيلات الحكم في باكستان.
والفساد الاقتصادي وعدم الكفاءة والمشاكل السياسية والمعيشية هي بعض الأعذار التي أثارت احتجاجات المعارضة على مر السنين وأطاحت بالعديد من الحكومات الباكستانية. ولكن هذه المكونات النمطية لا تزال موجودة مع تولي حزب آخر للسلطة وفقط يتم نقل السلطة من حكومة إلى أخرى! وذلك لأن تشكيلات الحكومة الباكستانية غير قادرة على حل مثل هذه القضايا كما ويتضح ذلك من الاقتراض المالي الباكستاني من الدول العربية.
وهذه التبعيات أدت لأن تكون دول تنموية مثل الإمارات و السعودية تتمكن من جعل باكستان لعبة لسياساتهم الإقليمية وتستفيد منها في مراحل مختلفة.
وفي سياسته الخارجية لا سيما في العلاقات مع الصين وروسيا، لم يتصرف عمران خان أبداً بشكل مخالف لإطار المؤسسة الباكستانية ومواقفه كانت في الواقع مواقف الحكومة. وتعكس تصريحاته الأخيرة بشأن الحرب الروسية الأوكرانية ونزاع كشمير، وطالبان وغيرها سياسة الدولة القائمة على الحياد في النزاعات العالمية، الممزوجة بالديماغوجية والقومية. وبشكل عام كانت خطوة عمران خان متماشية مع الحكومة والجيش، ولكن الحكومة الباكستانية ضحت بعمران خان لإرضاء الغرب بدلاً من مواجهة مطالبهم.
ومن ناحية أخرى هنالك حاجة للحكومة الباكستانية اليوم في مواجهة حركة طالبان الباكستانية والتي اكتسبت قوة جديدة مع تولي حركة طالبان الأفغانية للسلطة. حيث إن جهودهم وهجماتهم تهدف إلى اجتثاث الحكومة الباكستانية وتفكيك البلاد وهذا أكبر تهديد للسيادة الباكستانية. وفي ظل هذه الظروف قد يؤدي ظهور شخصية مثل شهباز شريف إلى تقوية العلاقات مع الغرب والسعودية وإبعاد باكستان عن نهج عمران خان.
وقبل أن يصبح سياسياً معروفاً في باكستان، شهباز شريف هو المفضل لدى الديمقراطيين الأمريكيين والسعوديين. وقد انتخب شهباز وزير دولة لولاية بنجاب(ثاني أكبر ولاية في باكستان) لثلاث فترات في 1993 و 2008 و 2013. حيث تم سجنه مع شقيقه نواز شريف أثناء انقلاب الجنرال برويز مشرف ومن ثم تم ترحيله لاحقاً إلى السعودية. ولكنه عاد أخيراً إلى باكستان في عام 2007.
وخلال الانتخابات العامة 2018 دخل البرلمان كممثل عن حزب الرابطة الإسلامية فرع نواز، وبعد فترة وجيزة استطاع أن يحظى بتوافق أحزاب المعارضة ويصبح زعيماً للمعارضة الباكستانية.
ورحب شهباز شريف في تصريحاته عقب توليه رئاسة الوزراء، بالتفاعل والعلاقات مع الصين ودول المنطقة بما في ذلك السعودية وإيران و ….. ودعا إلى إصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
يُظهر موقف شهباز شريف والتطورات الحالية في باكستان مجتمعة أنه في هذه الفترة القصيرة من الزمن (حتى الانتخابات العامة الباكستانية المقبلة في آب \ أغسطس 2023)، سيعمل شهباز شريف على تعزيز جبهته في البرلمان وينفذ سياسات حكومته مع المؤسسة العسكرية والأمنية الباكستانية ولحل المشاكل الأساسية لباكستان والشعارات مثل حل المشاكل الاقتصادية وإلى ما هنالك، سيبقى الارتباك في الدوائر السياسية على ما هو عليه.
اقرأ المزيد:
شهباز شريف، رئيساً لوزراء باكستان
انقلاب أمريكي ناعم على عمران خان
في ظل ظروف رئيس وزراء باكستان المعادي لأمريكا!
تعليق