رأي: أهمية الإعلام بالنسبة لداعش
في 21 تشرين الثاني \ نوفمبر 2017، أعلن اللواء الحاج الشهيد قاسم سليماني في رسالة وجهها إلى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، رسمياً انتهاء حكم داعش وإنهاء الحكومة التي شغلت المنطقة لمدة ست سنوات، ولكن وسائل الإعلام التابعة لهذه الجماعة الإرهابية استمرت في النشاط وأصرت على نشر الأخبار المحدودة لتنظيم داعش.
حيث يعتبر الإعلام من أهم أدوات الدول الغربية لمواجهة جبهة المقاومة ويعتبر الإعلام أداة يستخدمها أعداء المقاومة للقتال بتكلفة أقل. وداعمي الإرهاب لا يعتبرون النفقات الإعلامية الكبيرة هي نفقات، بل استثمار. وإطلاق وسائل إعلام داعش وتحويلها إلى عملاق إعلامي هو من الاستثمارات المشتركة لدول عربية وغربية.
وبعد احتلالها لمدن مهمة في سوريا والعراق وبالتزامن مع تقدم داعش، بلغ النشاط الإعلامي لهذه المجموعة الإرهابية ذروته. وقلة هم الذين يصدقون أن القسم الإعلامي لمجموعة إرهابية حديثة التكوين لديها مثل هذه الخبرة والمعدات في مختلف المجالات الإعلامية. حيث أدى الدعم الواسع ونشر الأخبار المتعلقة بتنظيم داعش من قبل وسائل الإعلام العربية والغربية الشعبية إلى جعل هذه المجموعة الإرهابية تتصدر أهم الأخبار في العالم.
وبالتزامن مع هذا الموضوع، أدى استخدام الفريق الإعلامي لداعش لشبكات التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل Twitter و Facebook و YouTube إلى منح داعش جمهوراً عالمياً وقد أقدم آلاف الأشخاص من أكثر من 100 دولة على الانضمام إلى داعش. ومن السمات التي تميز داعش عن الجماعات الإرهابية الأخرى هي طريقة استخدام فريقها الإعلامي لأدوات الدعاية ويمكن اعتبار هذه الميزة من الأسباب الرئيسية لجذب الكثير من الإرهابيين من قبل هذه المجموعة.
و بعد انتصار جبهة المقاومة وتطهير المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون في العراق وسوريا، قلّصت وسائل الإعلام التابعة للتنظيم نشاطها لفترة وجيزة ولكن هذا التوجه لم يكن مستقراً وعادت أنشطتها الإعلامية إلى طبيعتها بالتزامن مع تزايد عمليات نواة داعش السرية. وصعود داعش في القارة الأفريقية والأعمال الإرهابية في بعض دول هذه القارة جعلته يتصدر الأخبار بشكل مؤقت في بعض الأحيان. وتحاول داعش من خلال تضخيم أعمال حرب العصابات التي تقوم بها في دول مثل العراق وسوريا وأفغانستان وباكستان والهند واليمن و … للتأكيد على وجودها في هذه الدول وإظهار أن هذه المجموعة الإرهابية لا تزال تشكل تهديداً خطيراً.
والآن، على الرغم من حقيقة أن داعش لا يسيطر على مناطق مهمة في غرب آسيا وأن حكمه قد انتهى عملياً، يواصل الفريق الإعلامي لهذه المجموعة العمل كما كان من قبل ويصر على أنشطته الإعلامية. وهذا يدل على أن قادة وداعمي داعش يولون أهمية كبيرة لقطاع الإعلام وهذا الموضوع يجب أن ينظر فيه صناع القرار في جبهة المقاومة حتى لا نشهد مشاكل ونقاط ضعف في الإعلام السابق خلال الحروب المستقبلية.
تعليق