تهرباً من العقوبات.. كيان جديد شمال حلب
تتزايد الإعلانات عن تحول فصائل مسلحة موالية للاحتلال التركي شمال حلب، إلى كيانات ذات أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية، ويأتي ذلك بسبب استقرار تلك التنظيمات في مناطق سيطرتها كسلطة أمر واقع، وسعيها لمنح نفسها شرعية فوق شرعية السلاح، وتجهيز أدوات سياسية استعداداً لمرحلة تسوية محتملة.
آخر تلك الكيانات، ما سمي “حركة التحرير والبناء” التي أعلن عن تأسيسها في ريف الرقة الشمالي، مؤخراً وهي، مثل سابقاتها، مكونة من الفصائل المدعومة من تركيا، ولا تتضمن طروحاتها المعلنة أي جديد في الشكل أو المضمون عن التشكيلات الأخرى، التي لا تختلف عن بعضها البعض سوى بأعضائها وقادتها وظروف ودوافع توحدهم.
وتضم “الحركة الجديدة” أكثر من 5 آلاف مسلح، يتوزعون على “أحرار الشرقية” و”جيش الشرقية” و “الفرقة 20 ” و “صقور الشام”، وتعمل جميعها في المنطقة الممتدة من تل أبيض إلى رأس العين الذي باتت تعرف باسم منطقة “نبع السلام”، وتحصل على تمويل ثابت من الرواتب والعتاد التشغيلي من الاحتلال التركي، لكن مواردها الأهم هي التي تنتزعها جراء سيطرتها على قطاعات من المنطقة تتضمن أراضي زراعية وعقارات يجري استثمارها بعد هروب مالكيها، كذلك ومن عمليات تهريب البشر والنفط والأعمال التجارية واسعة النطاق من خلال المعابر مع تركيا أو مع مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية “قسد”.
قيادة التشكيل الجديد، ستوكل للرائد الفار “حسين الحمادي”، إلا أن أي قرار يتعلق به، سيكون مرجعه للمدعو “أبو حاتم شقرا” مسؤول “جيش الشرقية”، الذي استبعد عن مركز القيادة، كون اسمه موجود على قائمة العقوبات الأمريكية.
يذكر أن واشنطن قد صنفت “أحرار الشرقية” وقيادته في لوائح عقوباتها، فيما تُتهم “الفرقة 20 ” بإيواء عناصر من تنظيم داعش في صفوفها، والذين قتل عدد منهم في غارة لـ “التحالف الدولي” على مقر لها بريف رأس العين السورية أواخر العام الماضي.
يشار أن المناطق التي تسيطر عليها قوات الاحتلال التركي والفصائل الموالية لها، تشهد توترات وخلافات واشتباكات بين الفصائل، أدّت معظمها إلى وقوع ضحايا مدنيين، فضلاً عن سقوط قتلى وجرحى من عناصر الفصائل ذاتها.
تعليق