طهران تُركع واشنطن
أمريكا قطب الاستكبار الذي يسعى إلى فرض الهيمنة على كافة شعوب العالم. أمريكا هي التي لا تتوانى في الإقدام على أي جريمة بحق البشرية طالما ذلك يعزز هيمنتها، وهي صانعة معظم حروب وصراعات العصر الحديث. أمريكا أول دولة استخدمت السلاح النووي ضد بني البشر، وعملت وما زالت تعمل على صناعة الأسلحة البيولوجية، والإرهاب الدولي.
تقول الدراسات التاريخية إن الطائرات الأمريكية كانت تسقط حوالى 800 طن من القنابل يومياً على كوريا الشمالية على خلال أسابيع، مما أدى إلى قتل آلاف المدنيين.
وفي كمبوديا، ألقت القوات الأمريكية ما يوازي 2,7 مليون طن من القنابل (1969- 1973)، ما أدّى إلى مقتل نحو 500 ألف شخص.
أمريكا الإجرام استخدمت في حروبها أسلحة فتّاكة أخرى، كالمبيدات السامة، ففي حرب فيتنام (1961- 1971) التي أودت بحياة نحو 4 ملايين شخص، أصيب فيها أكثر من مليون شخص بأمراض جينية وتشوهات خلقية، وتلوّثت المياه والنباتات في مساحات كبيرة من الأراضي الفيتنامية، ولا تزال تأثيراتها حتى يومنا هذا.
وفي العدوان على بلادنا، كانت معظم القنابل التي تنزل على رؤوس أبناء شعبنا أمريكية الصنع ومحرمة دولياً. وهكذا هو تاريخ أمريكا، لا شيء فيه سوى الدم.
كل هذه الهيمنة والغطرسة بدت هزيلة أمام ثبات إيران، أمام قوة رجال يؤمنون بأن الله معهم وأن كيد الشيطان ضعيف، أمام شعب يقول “الموت لأمريكا” قولاً وفعلاً. عقوبات اقتصادية وتآمر دولي وبروباغندا إعلامية ضخمة بكل لغات العالم تعمل ضد هذا الشعب على مدار الساعة. إلا أن إيران لا تكف عن صفع أم الاستكبار أمريكا في البر والبحر، وتقف أمريكا عاجزة أمام إرادة لا تقهر، وأمام شعب ملؤه عشق عظيم للشهادة في سبيل الله. وأمريكا تدرك جيداً أن عاقبة الحماقة وخيمة. وقد شكلت عملية التصدي التي قامت بها زوارق حربية تابعة للحرس الثوري الإيراني في خليج عدن القريب من باب المندب، للمحاولة التي قامت بها القوات الأمريكية لقرصنة ناقلة نفط إيرانية كانت في منطقة بحر عُمان، حيث قامت القوات الأمريكية البحرية بمصادرة تلك الناقلة التي كانت تحمل مشتقات نفطية، وحوّلت حمولتها إلى ناقلة أخرى، وقامت بتوجيهها لوجهة مجهولة، ولكن الحرس الثوري الإيراني قام بعملية معاكسة، ونفّذ عملية إنزال على الناقلة الأمريكية وتم الاستيلاء عليها وتوجيهها إلى المياه الإقليمية الإيرانية.
قامت القوات الأمريكية بملاحقة ناقلة النفط باستخدام عدّة مروحيات وبوارج حربية، ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، بالرغم من أن البحرية الأمريكية في المنطقة أقحمت عدّة بوارج حربية أخرى، لقطع الطريق على حاملة النفط الإيرانية، إلاّ أن تلك المحاولات كلها باءت بالفشل، وتم طرد القوات الأمريكية من مسرح العمليات من قبل الزوارق السريعة للحرس الثوري وعادت ناقلة النفط إلى إيران.
أمريكا عندما تريد أن تغزو أي بلد في العالم لا تتردد ولو للحظة عندما تكون قادرة على ذلك. وغزو العراق خير دليل على ذلك. لذلك هي الآن تعلم أن ضرب إيران مغامرة خاسرة لا نتيجة لها إلا زوال ربيبتها “إسرائيل”، وسوف تعيش حالة الوجع الكبير، لأن الأمر لم يعد إيران فحسب، بل أصبح الآن محور المقاومة، والمعركة أصبحت بين الكفر وبين الإيمان.
من الضاحية إلى باب المندب سوف يصبُّ عليهم بأسُ الله، وما كان لله أن يخذل أنصاره.
تعليق