هل ستؤدي استقالة الرئيس الأرميني إلى توتر جديد؟

وصرح السكرتير الصحفي لرئيس البرلمان الأرميني، سنيار خاتشارطوريان بهذا الخبر لوسائل الإعلام. كما ونشر الموقع الإلكتروني لرئاسة الجمهورية في أرمينيا بيان استقالة سركيسيان. وقال: ” فكرت لفترة طويلة وبعد حوالي 4 سنوات من العمل النشط، قررت الاستقالة من الرئاسة”، مؤكداً أن قراره لم يكن عاطفياً.

ووفقاً لسركيسيان، يكمن جذر بعض المشاكل المهمة في الدستور الأرميني الحالي، قائلاً في الموضوع: لا يمتلك الرئيس الأدوات اللازمة للتأثير على العمليات السياسة الداخلية والخارجية الرئيسية في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والشعب. حيث لدينا وضع متناقض يضطر فيه الرئيس إلى ضمان الحكومة وهو في الواقع محروم من أي أدوات حقيقية. وأرمينيا جمهورية برلمانية في الشكل ولكن ليس في المضمون.

ورحّب بالإصلاح الدستوري معرباً عن أمله: “أنا سعيد بتشكيل لجنة لتعديل الدستور وأشكر الحكومة. وآمل أن تتم التغييرات الدستورية في نهاية المطاف وأن يكون الرئيس القادم وهيكل الرئاسة قادرين على العمل في جو أكثر توازناً وانسجاماً.

كما وقدّم إميل تاراسيان، رئيس مكتب الرئيس الأرميني استقالته إلى الرئيس، والتي وافق عليها سركسيان أيضاً.

ووفقاً للدستور الأرمني، تُقبل استقالة الرئيس بعد عرضها على البرلمان. وسيُعين رئيس البرلمان الأرميني، آلان سيمونيان، رئيساً لجمهورية أرمينيا حتى تعيين رئيس بالإنابة، ويجب على برلمان هذا البلد إجراء انتخابات استثنائية. ويشترط في المرشح الرئاسي أن يحظى بتوقيع ربع أعضاء البرلمان ويشترط لانتخابه 75% من الأصوات في البرلمان.
والموعد النهائي القانوني لإجراء انتخابات رئاسية استثنائية بين أعضاء البرلمان هو 25 يوماً كحد أدنى و 35 يوماً كحد أقصى، ويبدأ الشخص المنتخب عمله بعد 10 أيام من الانتخابات.

ولكن الفصيل البرلماني المعارض في أرمينيا أبدى رد فعل سلبي على الاستقالة. وأعلنت الأحزاب المعارضة للحكومة جنوبي القوقاز في هذا البلد أنها لا توافق على التعديل الدستوري.
وقد صرح أحد أعضاء المعارضة أرمين آشوتيان صراحة بمعارضته للتعديل الدستوري: “لقد فتح سركيسيان باستقالته الطريق أمام رئيس الوزراء باشينيان للاستيلاء على السلطة. وتأتي استقالة الرئيس في وقت تتعرض فيه أرمينيا للتهديد من قبل حكومات أجنبية (أذربيجان وتركيا).
وقال آرام فاردافانيان، وهو عضو آخر في المعارضة: “استقالة الرئيس تظهر الوضع السيئ في أرمينيا وهنالك رسالة خاصة في نص خطاب استقالته”.

وتأتي التوترات السياسية في أرمينيا في وقت تتزايد فيه خطورة الاشتباكات الحدودية والحرب الكلامية حول ممر زنغه زور مع جمهورية أذربيجان. وتظهر التعليقات الحادة لمعارضي باشينيان أن عملية الإصلاح الدستوري وتعيين رئيس للجمهورية لهذا البلد يمكن أن تتحول إلى أزمة كبرى في تاريخ أرمينيا.