لليوم الثالث على التوالي.. سجن الصناعة بين “داعش” و “قسد”…اشتباكات ونزوح في محيط السجن
تتواصل الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بدعم من قوات “التحالف الدولي” من جهة، وبين عناصر وخلايا تنظيم داعش من جهة أخرى في محيط سجن الصناعة بحي غويران في مدينة الحسكة عقب الأحداث التي يشهدها السجن.
وأفاد موقع تطورات العالم الإسلامي، أن قوات “قسد”، بدأت عملية اقتحام سجن غويران بالحسكة، الذي يتحصن فيه سجناء تنظيم داعش، وذلك بإسناد جوي من “التحالف الدولي” وبعربات برادلي القتالية، مساء السبت، في حين لاتزال الاشتباكات متواصلة في محيط السجن بين الطرفين، وسط استمرار نزوح أهالي غويران نحو جسر البيروتي باتجاه المناطق الأكثر أمناً، جراء تلقي الأهالي تهديدات من “قسد” لإخلاء منازلهم.
من جهتها أعلنت، “قسد” استعادتها السيطرة على عدة نقاط في الجهة الشمالية لأسوار السجن وقالت في بيان، “أن عناصرها نفذوا مداهمات أودت بحياة 7 من عناصر داعش الذين هاجموا السجن انطلاقاً من حي الزهور، مضيفةً أن عناصر التنظيم يواصلون الاستعصاء في بعض المهاجع الشمالية، وأن خسائر التنظيم بلغت 27 قتيل خلال يوم أمس، لافتةً أنها أنهت تمشيط حي المقبرة شرقي السجن، وضبطت عربة محملة بالأسلحة والذخيرة عائدة لعناصر التنظيم التي هاجمت السجن إضافة إلى عدد من الأحزمة الناسفة”
ومع توسع الاشتباكات قامت الميليشيا الكُردية بإرسال قوات مؤازرة من الرقة ومنبج والحسكة من أجل السيطرة على الوضع. كما وقامت طائرات “التحالف الدولي” بتدمير مبنى معهد المراقبين الفنيين المجاور للسجن ليلة الجمعة، كما واستهدفت كلية الاقتصاد والفرن الآلي ونقاطاً في حي الزهور كان التنظيم قد رفع رايته فوقها.
مصادر مطلعة أفادت بأن “قسد” قامت بتصفيات ميدانية لعدد من عناصر التنظيم كانوا قد خرجوا شبه عراة من السجن بهدف تسليم أنفسهم لـ “قسد” والخروج من دائرة الاشتباك، كعملية انتقامية لمقتل عناصرها على يد المجموعات المهاجمة، وتراهن “قسد” على نفاذ ذخيرة عناصر التنظيم وإجبارهم على الاستسلام، فيما تبدو المعركة بالنسبة للتنظيم دون خيارات سوى القتال حتى النهاية بعد الحصار الذي أُطبق عليه.
وتغيب عن الأحداث المتصاعدة حصيلة دقيقة لعدد القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، في حين أفاد ناشطون بمقتل القيادي “جمال كوباني” أحد القادة المسؤولين عن إدارة السجن صباح السبت، جراء الاشتباكات المتواصلة في محيط السجن.
تنظيم داعش عبر معرفاته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي أعلن تبنيه الهجوم الذي استهدف السجن، مشيراً أن الهدف من الهجوم هو تحرير عناصره المحتجزين داخل السجن، وقام بنشر عدة مشاهد مرئية توثق لحظة اقتحامه السجن ومشاهد أخرى يظهر فيها أسرى وعشرات الجثث المتراكمة، قال أنهم من قوات “قسد” وأضاف أن عناصر التنظيم يتوزعون حاليا على ثلاثة أقسام، قسم يتحصن داخل مبان السجن، وقسم آخر ينتشر في محيطه، والقسم الثالث انتشروا في الأحياء القريبة من السجن وتخوض الأقسام الثلاثة معارك مستمرة.
وعلى الرغم من الضربات الجوية والقصف المدفعي للتحالف الأمريكي حول سجن الصناعة، فإن عناصر داعش يقاومون والمسلحون الأكراد لم يحرزوا تقدماً يُذكر. وتتواصل الاشتباكات في سجن الصناعة ومحيطه، كما وأعلن المسلحون الأكراد أن السجن والمناطق المحيطة به سيكونان تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية خلال الساعات القليلة المقبلة.
والجدير بالذكر أن تسجيل مشاهد الاشتباكات وأسر حراس سجن الصناعة وجثث القتلى وإطلاق تنظيم داعش لهذه الفيديوهات كان له أثر سلبي على القوات المتواجدة في الخطوط الأمامية لسجن الصناعة التي تقاتل ضد عناصر داعش.
وبالانتقال الى الريف الجنوبي فقد فرضت “قسد” حظراً للتجوال وقطعاً للطرقات في مدينة الشدادي التي تحتوي على سجن الكتيبة الذي يعد أكبر السجون التابعة للقوات الأمريكية، فيما أعلن داعش سيطرته على ثلاثة حواجز وهي ميجعل والأشطيح والجاسمي بعد هجوم شنه عليها، ما أدى إلى مقتل وإصابة من فيها وهروب البقية، حسب زعمه.
محافظ الحسكة وجّه بتشكيل فرق إغاثة إسعافية لتقديم ما يمكن لنحو 1200 عائلة دخلت “المربع الأمني” الخاضع لسيطرة الدولة السورية بعدد يفوق 4000 شخص، مضيفاً أن الأعداد في تزايد مستمر، فيما وجّهت مديرية أوقاف الحسكة القائمين على الشعائر الدينية في مساجد المدينة، بمد يد العون والمساعدة للمهجّرين من بيوتهم في الأحياء الجنوبية لمدينة الحسكة، ودعت الأوقاف بالعمل على استقبالهم في المساجد والغرف المرفقة بالمساجد وفق الإمكانات المتوافرة والمتاحة في ظل هذه الظروف الجوية القاسية التي تشهدها مدينة الحسكة.
يذكر أن مساء الخميس تعرض السجن لهجوم مسلح من قبل عناصر التنظيم، ما أدى إلى فرار عشرات العناصر الذين كانوا محتجزين داخل السجن، ومنذ مساء الخميس يشهد السجن استعصاء دون أن تتمكن “قسد” من السيطرة عليه.
اقرأ المزيد:
ماذا حدث في سجن الصناعة بالحسكة؟؟
تعليق