مرة أخرى مباحثات بين أمريكا وطالبان بشأن أفغانستان
تُمثل زيارة زلماي خليل زاد وتوم وست إلى قطر، تليها زيارة المندوب القطري إلى كابول، بداية خطط أمريكية جديدة لأفغانستان.
حيث استضافت قطر محادثات السلام بين ممثلي الحكومة الأفغانية وطالبان ثلاث مرات، وكان الإنجاز الوحيد للشعب الأفغاني هو سقوط الحكومة السابقة في 15 آب\أغسطس 2021 واستسلامها لطالبان بقيادة الولايات المتحدة.
وقد عقدت الجولة الأولى من هذه المحادثات في 12 تشرين الثاني\نوفمبر 2020 بين ممثلين عن الحكومة الأفغانية وطالبان في الدوحة، والتي لم تفض لنتائج ملموسة، وتمكن الجانبان فقط من الاتفاق على كيفية إجراء المحادثات.
وبعد عدّة أسابيع من التعليق، عُقدت الجولة الثانية من المحادثات في 9 كانون الثاني\يناير 2021. وهذه الممرة، ناقش الجانبان قضايا مثل وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر، وإقامة نظام إسلامي، ومراعاة حقوق المرأة وإنشاء مجلس علماء الدين في أفغانستان، ولكنهم فشلوا في التوصل إلى اتفاق. حيث إن تدهور العلاقات السياسية بين أفغانستان وباكستان من جهة، وضغط الغرب والولايات المتحدة على الحكومة الأفغانية من جهة أخرى، جعل من طالبان الرابح الوحيد في الجولة الثالثة من المحادثات. وذلك لأن حركة طالبان أصبحت أكثر نشاطًاً في ساحة المعركة ولم تعد قوات الجيش الأفغاني قادرةً على مواجهتها.
ومع هذا الوضع غير المتكافئ على الأرض، عقدت في حزيران 2021 الجولة الثالثة من المحادثات بين ممثلي الحكومة الأفغانية وطالبان تحت الضغط الأمريكي على الحكومة الأفغانية ونتيجة لذلك الضغط وافقت الحكومة الأفغانية على إطلاق سراح 5000 سجين لطالبان. وفي وقت لاحق، عزز هؤلاء الأشخاص ذاتهم من آلة الحرب الخاصة بطالبان وسرّعوا من عملية الإطاحة بالحكومة الأفغانية.
وخلال الجولة الثالثة من محادثات الدوحة، تم توقيع اتفاقية أمنية استخبارية سرية بين الولايات المتحدة وطالبان تضمن كيفية تسليم الحكومة الأفغانية إلى طالبان، وكانت الحكومة الأفغانية مكبلة أمام هذا التصميم. ولهذا السبب، لم يكن للحكومة الأفغانية وممثليها أي سلطة على أنفسهم خلال المفاوضات جميعها، بل امتثلوا فقط لمطالب طالبان تحت الضغط الأمريكي. والآن، وقد مرّ أكثر من خمسة أشهر على سقوط الحكومة السابقة وتولي طالبان للحكم في أفغانستان؛ يعاني الشعب الأفغاني من مشاكل معيشية حادة تتراوح من الانخفاض الحاد في قيمة العملة إلى البطالة ونقص الغذاء. حيث سافر “زلماي خليل زاد” المبعوث السابق و”توم ويست” المبعوث الأمريكي الجديد بالشأن الأفغاني إلى قطر في 12 كانون الثاني\يناير 2022 لبدء جولة جديدة من المحادثات مع طالبان والتقيا بـ”ماجد القحطاني” المندوب الخاص للبلاد بالشأن الأفغاني.
وبعد لقائه المبعوثين الأمريكيين، سافر “ماجد القحطاني” إلى كابول لبضعة أيام للقاء مسؤولي طالبان وكذلك “عبد الله عبد الله” رئيس مجلس المصالحة الوطنية في الحكومة السابقة ، وأبلغهم بالآراء الأمريكية الجديدة.
حيث تظهر هذه اللقاءات والزيارات أن الولايات المتحدة لا تريد أن تدع أفغانستان وشأنها. حيث إنهم يفعلون كل ما هو ضروري لمواصلة انعدام الأمن والحرب في هذا البلد.
وتشير وسائل الإعلام الغربية إلى الاجتماعات هذه على أنها “حماية لـ20 عاماً من الإنجازات في أفغانستان” وهي تهدف لبناء حكومة شاملة في أفغانستان، تحترم حقوق المرأة والتنمية الاقتصادية في البلاد، ولكن الشعب الأفغاني واجه تجارب غير سارة في التفاوض مع الأمريكيين. ولقد عاشوا سنوات مقاومة أفغانستان للإرهاب والتطرف، وبإلقاء مصير هذه الأمة في أيدي طالبان، فهم يضحون بأمة أفغانستان من أجل أهدافهم الشريرة للمرة الألف. وعلى الرغم من هذا القدر من الخيانة، لا يزال لدى الأمريكيين أحلام جديدة لأفغانستان.
تعليق