تحت غطاء “محاسبة الفاسدين” تصفية حسابات بين فصائل أنقرة بريف حلب
يتدهور الوضع الأمني والاجتماعي والاقتصادي سريعا ضمن مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا، شمال شرقي حلب بشكل عام، وفي مدينة عفرين شمال غرب حلب ونواحيها بشكل خاص، منذ سيطرته عليها في آذار 2018 وحتى اليوم.
ورصد موقع تطورات العالم الإسلامي، قيام ما يسمى “فرقة السلطان سليمان شاه” المعروفة بـ (العمشات) بإقالة شقيقي مسؤول الفرقة “أبو عمشة” من مناصبهم القيادية، على إثر التوتر الأخير الذي تشهده “الفرقة”، وجاء ذلك بعد فتح ما يسمى “غرفة عزم”، ملف انتهاكات فصيل “أبو عمشة”، العامل في صفوفها، وتجاوزاته بحق المدنيين في منطقة الشيخ حديد بريف عفرين، حيث يتواجد فصيله هناك.
وأضاف الموقع، أن الهجمة التي تقوم بها “عزم” تجاه أبو “عمشة” وفصيله، هي نتيجة صدامات قوية بين الطرفين فيما يخص مناطق النفوذ والسيطرة، لأن الأخير يسعى مؤخرا، لفرض سيطرته على عموم عفرين ونواحيها على حساب بقية الفصائل الأخرى، إضافة لذلك العلاقات الوطيدة التي تجمع بينه وبين “هيئة تحرير الشام”، بعد اللقاءات الأخيرة التي جمعت بين قادة من الفصيلين ببعضهما، حيث يبدي “أبو عمشة” استعداده التام للاندماج والعمل معها، وبأن يكون لها مقرات ضمن مناطق سيطرته، شريطة الحفاظ على كتلة فصيله ككيان مستقل.
وأوضح الموقع، بأن ذلك أثار مخاوف قادة فصائل أنقرة، من تحالف يجمع “تحرير الشام” مع “أبو عمشة” والذي يحاول سحب البساط من تحت بقية الفصائل الأخرى في المنطقة، ما دفعهم لشن الحملة الأخيرة ضده، بحجة “محاربة الفساد والانتهاكات” التي ارتكبها هو وبقية عناصر فصيله.
وأشار الموقع إلى أن نية “عزم” الإطاحة بـ “أبو عمشة وفرقته”، من خلال تحجيم نفوذه في الفترة الحالية، من خلال إثارة قضايا فساد ضده، وتقديمهم لكثير من الأدلة والإثباتات ضده، للمخابرات التركية، التي أعطتهم الضوء الأخضر لمحاسبته، فالأخيرة، ترى أن الخلافات بين قادة الفصائل من مصلحتها، لأن كافة القادة يفشون لها أي حدث وخاصة فيما يتعلق بالتنافسات التي تحصل بينهم، وهي بذلك تكون على دراية بكل ما يحصل بين الفصائل الخاضعة لها.
الجدير بالذكر أن “العمشات” عاد وانضم إلى “عزم” في تشرين الأول الماضي، بعد خروجه من “الغرفة” في فترة التأسيس، وترى “عزم” أنه من حقها محاسبة الفصيل على انتهاكاته طالما قبل بشروط الانضمام إليها.
وسبق أن ذكرت تقارير إعلامية عن تورط “العمشات” بانتهاكات واسعة بحق المدنيين، لا سيما في بلدة الشيخ حديد والتي يتخذها الفصيل معقلاً له، ويفرض على سكانها إتاوات وضرائب، كما يقوم بخطف المدنيين لطلب فدية مالية.
تعليق