إتاوات، تظاهرات وضرائب في ادلب.. ماذا يحدث في مناطق سيطرة “تحرير الشام”
شهدت مناطق محافظة إدلب وشمال غرب سوريا، في الأيام الأخيرة، عدة تظاهرات واحتجاجات رداً على الوسائل التي تتبعها “حكومة الإنقاذ” التابعة لـ “هيئة تحرير الشام” في التضييق على المدنيين، حيث باتت معاناة آلاف النازحين، باباً للكسب وتحصيل الضرائب على حساب لقمة عيشهم التي يقاسمونهم إياها، وغيرها من الأساليب الملتوية التي تهدف إلى تحصيل إيرادات مالية على حساب معاناة الأهالي.
“تحرير الشام” تفرض إتاوات على بلدة في إدلب لتعبيد طريق وتنسب الأمر لنفسها
فرضت “تحرير الشام” مبالغ مالية تراوحت بين 100 و150 دولاراً على أصحاب المنازل والمحال التجارية الواقعة على الطريق الرئيسي في بلدة قاح الحدودية مع تركيا شمال إدلب، لتعبيد أحد الطرق الرئيسية فيها، ونسبت الأمر لنفسها.
وشهدت البلدة حالة من الاستياء والتذمر بين السكان وأصحاب المحال التجارية، لا سيما بعد أن تبنت “تحرير الشام” العمل بشكلٍ كامل دون الإشارة إلى فرض إتاوات على السكان لتعبيد الطريق.
إغلاق محلات في المنطقة الصناعية بالشمع الأحمر
أقدمت دوريات تابعة لـ “تحرير الشام” على إغلاق محلات تجارية في المنطقة الصناعية بمدينة إدلب بالشمع الأحمر، وسط مناشدات لإنهاء هذه الممارسات التي تعود بالضرر على العديد من أصحاب المهن في المنطقة، بسبب رفض أصحاب المحلات تحويل أجور محلاتهم من العملة السورية الى الليرة التركية، ورفعها بشكل مضاعف، علما أن ملكية المحلات تعود لجهات حكومية، ومستثمرة وفق عقود رسمية مضى عليها العديد من السنوات.
يذكر أن المحلات التجارية يبلغ عددها 37 محل تضمن غالبيتها محلات لصيانة السيارات، وجرى إغلاقها مؤخراً، وذلك تمهيداً إلى فرض العقد الجديد بشروطه المجحفة بحق أصحاب المحلات.
تفاقم أزمة الخبز في إدلب
امتدت أزمة الخبز أمس السبت، إلى مدينة إدلب وسط تجاهل “تحرير الشام”، وكانت الأزمة المستمرة من أسبوع، محصورة في مدن سرمدا والدانا وأطمه ومنطقة المخيمات.
ويصل سعر ربطة الخبز المدعوم إلى 2.5 ليرة تركية بوزن 600 غرام، بينما تباع ربطة الخبز غير المدعوم بـ 5 ليرات تركية بوزن 650 غرام ثمانية أرغفة في الربطة.
وفي وسط الاسبوع الماضي فرقت “تحرير الشام” ازدحاماً كبيراً أمام أحد الأفران في مدينة سرمدا شمال إدلب، مستخدمة القوة وإطلاق النار.
احتجاجات ضد سياسة “تحرير الشام” تطالب بالإفراج عن المعتقلين
شهدت قرية دير حسان في ريف إدلب الشمالي، يوم الخميس الفائت، وقفة احتجاجية لعشرات من المتظاهرين، ضد الاعتقالات التعسفية التي تمارسها “تحرير الشام”
وأكد المتظاهرون مطلبهم بالإفراج عن شاب، بعد أن اعتقلته “تحرير الشام” عقب استطلاع لرأي الناس حول الواقع المعيشي أجراه في مدينة الدانا، في تشرين الثاني الماضي.
وتتكرر عمليات الاعتقال التي تمارسها “تحرير الشام” في قرية دير حسان، والتي طالت العديد من المدنيين والوجهاء من القرية، على فترات متقطعة، دون معرفة الأسباب.
“تحرير الشام” ترفع ضرائب دخول عدة مواد من مناطق ريف حلب إلى إدلب
احتجز عناصر “تحرير الشام”، عشرات الآليات القادمة من مناطق ريف حلب الشمالي إلى منطقة إدلب، وذلك في معبر دير بلوط – أطمه الخاضع لسيطرتها بذريعة تهريب الوقود.
وتفرض “تحرير الشام” غرامة مالية على كل شخص تقوم بحجز سيارته لأسبوع، وتصل الغرامة إلى أكثر من 200 ليرة تركية، إضافةً إلى مصادرة الوقود الموجود في السيارة.
وتمنع هيئة تحرير الشام إدخال المحروقات وبعض أصناف الخضار عبر معبري دير بلوط والغزاوية إلى مناطق سيطرتها في إدلب حيث تحتكر شركة “وتد للبترول” الأسواق.
ونهاية الشهر الفائت رفعت “تحرير الشام” الضريبة الجمركية على البضائع القادمة من مناطق شمال حلب بنسبة 30 بالمئة.
انهيار الليرة التركية ينعكس سلباً على الأسواق
شهدت مناطق إدلب، ارتفاعاً كبيراً وغير مسبوق في معظم أسعار الخضراوات والفواكه والمواد الأساسية الأخرى، مع انخفاض قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأميركي ووصولها إلى أدنى مستوى في تاريخها.
وانعكس انهيار الليرة التركية سلباً على السكان في إدلب، خاصةً مع انتشار البطالة بشكل كبير وقلة الأجور التي لا تتجاوز الدولار والنصف، والتوتر الأمني وعدم قدرة الفصائل على توفير فرص العمل.
ويعاني السكان في المنطقة من أوضاع معيشية غاية في الصعوبة في ظل انهيار متسارع للعملة التركية، يقابله ارتفاع فاحش في جميع أسعار المواد الغذائية والخضروات والمستهلكات اليومية.
تجدر الإشارة إلى أن ما يسمى “حكومة الإنقاذ”، الذراع المدني التابع لـ تحرير الشام”، لها سجل واسع في مثل هذه الانتهاكات والممارسات التي تطال لقمة العيش للمواطنين في محافظة إدلب، ومنها ما يأتي ضمن ذرائع وإزالة المخالفات والتجاوزات في الأسواق رغم حالة الرفض من قبل الأهالي ممن يعانون في سبيل تأمين متطلبات العيش والمواد الغذائية الأساسية لهم.
تعليق