إجابات حول أهم الأسئلة فيما يخص اغتيال أمريكا لأيمن الظواهري

 تطورات العالم الاسلامي
المؤلف: تطورات العالم الاسلامي
الخميس 11 أغسطس 2022 - 07:30
https://arabic.iswnews.com/?p=24672

يظهر اغتيال أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي استمرار الأعمال التخريبية للولايات المتحدة لزعزعة استقرار منطقة آسيا الوسطى، وخاصة أفغانستان. وسيؤدي هذا الإجراء إلى تقوية الجماعات الإرهابية الأخرى وخلق موجة جديدة من التوتر والفوضى في المنطقة.

وبعد مرور عقد على اغتيال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة على يد البحرية الأمريكية خلال هجوم على منطقة أبوت آباد الباكستانية، بقي مكان تواجد أيمن الظواهري الزعيم الجديد للقاعدة، لغزاً. حتى أعلن رئيس الولايات المتحدة مقتل الظواهري في مؤتمر صحفي من البيت الأبيض. وبناءً على المعلومات المنشورة والتحليل الدقيق لاغتيال زعيم القاعدة، سنجيب على الأسئلة المهمة حول هذا الموضوع:

1- كيف تم اغتيال أيمن الظواهري؟
وفقاً للرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، فإن أيمن الظواهري، ثاني زعيم للقاعدة، متهم بالمشاركة في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر، وقُتل في غارة بطائرة مسيرة نفذها الجيش الأمريكي ووكالة المخابرات المركزية الـ(CIA).
حيث قتل هذا الرجل المصري البالغ من العمر 71 عاماً، فجر الـ2 من آب \ أغسطس 2022، بعد إطلاق صاروخ هيلفاير من مسيرة أمريكية (ربما من طراز MQ-9) على شرفة منزل أحد مساعدي سراج الدين حقاني وزير الداخلية والنائب البارز لزعيم طالبان في منطقة شيربور بمدينة كابول. كما وأكدت عمليات الاستطلاع الجوي وفريق أمني ميداني مقتل الظواهري بعد الهجوم وأكدت نجاح العملية.

ووفقاً لمسؤولين في الحكومة الأمريكية، تم تعقّب الظواهري عندما جاء لزيارة عائلته (التي تم نقلها إلى منزل آمن في كابول منذ بداية هذا العام). وعلم بايدن بمعلومات عن الظواهري لأول مرة في أبريل / نيسان وتلقى معلومات إضافية في مايو / أيار ويونيو / حزيران. وبعد الاجتماع مع كبار مستشاري مجلس الوزراء والأمن القومي في 25 يوليو \ تموز، أصدر الأمر النهائي باغتيال الظواهري.

المناطق التي قصفتها المسيرات الأمريكية في 2 آب \ أغسطس 2022

2- ماذا حدث بعد اغتيال الظواهري؟ ما هي عواقب هذا الهجوم؟
نقل مسؤولو طالبان الذين كانوا على علم بوجود الظواهري في كابول لفترة طويلة، أقارب الظواهري إلى مكان آخر بعد الهجوم. وقد يكون هذا الإجراء تحت أنظار الولايات المتحدة. ومن ناحية أخرى، فإن توفير المأوى للظواهري من قبل طالبان يعد انتهاكاً لاتفاق الدوحة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان وذلك لأن طالبان تعهدت في هذا الاتفاق بعدم التعاون مع أي جماعة إرهابية. وفي هذا الصدد فإن حركة طالبان من خلال إدانتها للهجوم الأمريكي على كابول، تعتقد أن هذا العمل يعد انتهاكاً للاتفاق من قبل الولايات المتحدة ويجب إثبات ادعائها بشأن اغتيال الظواهري.

عند ذكر الأسباب الرئيسية لاغتيال الظواهري يمكن الإشارة إلى عدّة أمور مثل خلق خلافات داخلية بين قادة القاعدة، وخلق انقسام بين كبار أعضاء طالبان، ودعم الجماعات المناهضة لطالبان في أفغانستان، وخلق أرضية للقاعدة للانضمام إلى داعش، غرس قوة ونفوذ الولايات المتحدة في العالم ومنطقة آسيا الوسطى وإلى ما هنالك. وكما ذكرنا في المقالات السابقة، كان الظواهري معارضاً لتنظيم داعش منذ بداية تأسيسه وإزاحته يمكن أن تسهل انضمام الأعضاء والجماعات التابعة لهم في الدول الآسيوية والأفريقية إلى داعش. وبالطبع أمريكا بحاجة إلى وجود طالبان وداعش وكافة الجماعات المسلحة الأخرى في أفغانستان. وفي الواقع، هم يدعمون الفوضى وأي حرب تهدد خصومهم الآسيويين.

كما أن اغتيال الظواهري سيخلق مشاكل لأمريكا لأنها نفّذت عملية الاغتيال هذه في العاصمة الأفغانية، كابول، وكرم الضيافة أمر مهم في ثقافة البشتون من طالبان. يضاف إلى ذلك احتمال رد القاعدة على أمريكا على الرغم من ضعف تشكيلات هذه المجموعة خلال السنوات الأخيرة، إلا أن هناك القوة اللازمة للقيام بهجمات انتقامية ضد المواقع الأمريكية. ورغم هذه الأمور، فإن مزايا اغتيال الظواهري لأمريكا أكبر من تهديداتها وعلينا انتظار نتائج هذا العمل في المستقبل.

وتسعى أمريكا حالياً من خلال فهم هذه القضايا، إلى إنشاء قاعدة والتأثير بشكل أكبر في باكستان وطاجيكستان وأوزبكستان. حيث أدى الانسحاب العسكري من أفغانستان إلى خفض تكاليفها وفتح أيديهم لتحقيق نفوذ أكبر في دول آسيا الوسطى.

3- هل أبرمت طالبان صفقة مع أمريكا على أيمن الظواهري؟
من أهم القضايا المتعلقة باغتيال أيمن الظواهري كيفية اكتشاف مكان وجوده. وبالنظر إلى أن الأمريكيين لم ينشروا أي تفاصيل حول هذا الموضوع، فهناك احتمالان: 1- حصل الأمريكيون على معلومات عن الظواهري بمساعدة المخابرات الباكستانية والطاجيكية أو جواسيسهم في أفغانستان. 2- باعت طالبان معلومات عن الظواهري للولايات المتحدة في صفقة.

حيث أنه بعد اغتيال الظواهري، أعلن المصرف المركزي لحكومة طالبان عن استلامه حزمة بقيمة 40 مليون دولار نقداً تحت عنوان “مساعدات إنسانية لشعب أفغانستان”. وفي وقت سابق، في 26 تموز \ يوليو، بحث وزير خارجية طالبان مولوي “أمير خان متقي” الإفراج عن احتياطيات أفغانستان من الذهب والمساعدات الإنسانية مع توماس ويست، الممثل الأمريكي الخاص لأفغانستان، خلال اجتماع طشقند. حيث يعزز هذان الخبران التكهنات حول خيانة طالبان للظواهري. وكما ورد في المقالات السابقة، فإن طالبان ليست منظمة متماسكة وتتكون من مجالس محلية وجماعات مسلحة ذات توجهات وأفكار مختلفة. لذلك نؤكد مرة أخرى على وجود اتجاهات مختلفة في هيكل طالبان، وعلى هذا الأساس ستزداد احتمالية نشوب صراعات داخلية في هذه التشكيلات.

بشكل عام، مع استمرار الأعمال التخريبية الأمريكية في العقدين الماضيين، لا يمكن توقع مستقبل مناسب لأفغانستان وحتى منطقة آسيا الوسطى. حيث تعيش الأعراق والديانات المختلفة في جغرافيا أفغانستان، وقد أدى عدم وجود حكومة شاملة ومستقلة إلى تحويل هذه المنطقة إلى فراغ أمني. وتتطلب السيطرة على مثل هذه الظروف تشكيل تحالف إقليمي بتعاون دول الجوار والقوى الإقليمية ومن المتوقع أن تكون إيران، كمركز للاستقرار الإقليمي، هي المنشأ والمؤسس لهذا التحالف.

اقرأ المزيد:
أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة مقتول! ما هي العواقب المحتملة لهذا الاغتيال؟
انفجارات مدينة كابول؛ هجوم مسيرات أمريكية على داعش أم هجوم باكستاني على طالبان؟

شارك:
تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *